responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 273


مجهود من قرأها ثم نعود بعد ذلك إلى ما قصر منها وخف والى أبواب قد تدخل في هذه الجملة وإن لم تكن مثل هذه بأعيانها والله الموفق خطبة عبد الله بن الأهتم قال أبو الحسن عن يحيى بن سعيد عن ابن خربوز البكري عن خالد ابن صفوان دخل عبد الله بن الأهتم على عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى مع العامة فلم يفجأ عمر إلا وهو ماثل بين يديه يتكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فان الله خلق الخلق غنيا عن طاعتهم آمنا لمعصيتهم والناس يومئذ في المنازل والرأي مختلفون والعرب بشر تلك المنازل أهل الوبر وأهل المدر تحتاز دونهم طيبات الدنيا ورفاهة عيشتها ميتهم في النار وحيهم أعمى مع ما لا يحصى من المرغوب عنه والمزهود فيه فلما أراد الله أن ينشر فيهم رحمته بعث إليهم رسولا منهم « عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم » فلم يمنعهم ذلك ان جرحوه في جسمه ولقبوه في اسمه ومعه كتاب من الله لا يرحل إلا بأمره ولا ينزل إلا بإذنه واضطروه إلى بطن غار فلما أمر بالغرامة اصفر لأمر الله لونه فأفلج الله حجته وأعلى كلمته واظهر دعوته ففارق الدنيا تقيا نقيا صلى الله عليه وسلم ثم قام بعده أبو بكر رضي الله تعالى عنه فسلك سنته وأخذ بسبيله وارتدت العرب فلم يقبل منهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الذي كان قابلا منهم فانتضى السيوف من أغمادها وأوقد النيران من شعلها ثم ركب بأهل الحق أهل الباطل فلم يبرح يفصل أوصالهم ويسقي الأرض دماءهم حتى أدخلهم في الذي خرجوا عنه وقررهم بالذي نفروا منه وقد كان أصحاب من مال الله بكرا يرتوي عليه وحبشية ترضع ولدا له فرأى ذلك غصة عند موته في حلقه فأدى ذلك إلى الخليفة من بعده وبرئ إليهم منه وفارق الدنيا تقيا نقيا على منهاج صاحبه رضي الله تعالى عنه ثم قام من بعده عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فمصر الأمصار وخلط الشدة باللين فحسر عن ذراعيه وشمر عن ساقيه وأعد للأمور أقرانها وللحرب آلتها فلما أصابه قن المغيرة بن شعبة أمر ابن عباس يسأل

273

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست