responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 234


وقال النابغة الجعدي :
أبالي البلاء وأني امرؤ * إذا ما تبينت لم أرتب وقال آخر :
تحلم عن الأدنين واستبق ودهم * ولن تستطيع الحلم حتى تحلما والمثل السائر على وجه الدهر قولهم العلم بالتعلم وإذا كانت البهيمة إذا أحست بشيء من أسباب القاص أحدث نظرها واستفرغت قواها في الاسترواح وجمعت بالها للتسمع كان الانسان العاقل أولى بالتثبت وأحق بالتعرف ولما اتهم قتيبة بن مسلم أبا مجلز لاحق بن حميد ببعض الأمر قال له أبو مجلز أيها الأمير تثبت فإن التثبت نصف العفو وقال الأحنف تعلمت الحلم من قيس بن عاصم وقال فيروز بن حصين كنت اختلف إلى دار الاستخراج أتعلم الصبر وقال سهل بن هارون بلاغة الانسان رفق والعي خرق وكان كثيرا ما ينشد قول شتيم بن خويلد :
ولا يشعبون الصدع بعد تفاقم * وفي رفق أيديكم لذي الصدع شاعب خطبة لأبي بكر الصديق وقال إبراهيم الأنصاري وهو إبراهيم بن محمد المفلوج من ولد أبي زيد القاري الخلفاء والأئمة وأمراء المؤمنين ملوك وليس كل ملك يكون خليفة وإماما قال ولذلك فصل بينهم أبو بكر رضي الله تعالى عنه في خطبته فإنه لما فرغ من الحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أشقى الناس في الدنيا والآخرة الملوك فرفع الناس رؤوسهم فقال ما لكم أيها الناس انكم لطاعنون عجلون ان من الملوك من إذا ملك زهده الله فيما عنده ورغبه فيما في يدي غيره وانتقصه شطر أجله وأشرب قلبه الإشفاق فهو يحسد على القليل ويتسخط الكثير ويسأم الرخاء وتنقطع عنه لذة الباء لا يستعمل العبرة ولا يسكن إلى الثقة فهو كالدرهم القسي والسراب الخادع جذل الظاهر حزين الباطن فإذا وجبت نفسه ونضب عمره وضحى ظله حاسبه الله فأشد حسابه وأقل عفوه ألا أن الفقراء هم المرحومون وخير الملوك من آمن بالله وحكم بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وانكم

234

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست