نام کتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 84
بذلك الفرزدق بني سعد لقربهم من التّمر فقال : < شعر > ولست بسعديّ على فيه حبرة ولست بعبديّ حقيبته التّمر [1] ولكَّنني من دار وهب بن مالك وليس بحمد اللَّه والدي الفزر < / شعر > والفزر هو سعد نفسه [2] . وأمّا البرش الذي يعتري الأظفار فإنّ ذلك شيء يعتري الأظفار في حداثة السن . والسّواد يعتري الناس كثيرا في مواضع في جلودهم ، يعتري الخصي والمذاكير ، وربّما اعترى جلود الآباط وجلد العجمان . وإذا كبر الشيخ جدا وصلع وطال عمره [3] ، عاد لرأسه شعر أسود كالقنازع [4] ، وقال الشاعر [5] ، وهذا الشعر مبهم : < شعر > لنصر بن دهمان الهنيدة عاشها وعشرون حولا ثم قوّم فانصاتا [6] < / شعر >
[1] في الديوان 238 - 239 . < شعر > إني من القوم الرقاق نعالهم ولست بحمد اللَّه والدي الفزر ولست بعبدىّ على فيه حبرة ولست بسعدىّ حقيبته التمر < / شعر > والحبرة ، بالكسر : صفرة الأسنان . وفي الأصل : " خبزة " ، تحريف . [2] هو سعد بن زيد مناة بن تميم ، واشتقاق اسمه من قولهم : فزرت الشيء ، إذا صدعته . الاشتقاق 245 . وانظر جمهرة ابن حزم 213 ، والمعارف 37 ، والقصد والأمم لابن عبد اللَّه 77 ، 80 . وقيل سمي الفزر لأنه كانت له معزى ورفض بنوه أن يرعوها ، فغضب ووافى بها الموسم في عكاظ وأنهبها الناس قائلا ، من أخذ منها واحدة فهي له ، ولا يؤخذ منها فزر ، وهو اثنان فأكثر . فتفرقت إبله في العرب وصارت مثلا لما يدرك فقيل : " لا آتيك معزى الفزر " " ولا أفعل ذلك الفزر " " وحتى تجتمع معزى الفزر " انظر الميداني 2 : 146 ، والمستقصى للزمخشري 2 : 57 ، 251 ، واللسان ( فرز 360 ) . [3] في الأصل : " وعاد " . [4] القنازع : جمع قنزعة ، وهي الخصلة من الشعر تترك على رأس الصبي . [5] هو سلمة بن الخرشب الأنماري ، أو عياض بن مرداس . المعمرين 64 ، وحماسة البحتري 139 . واللسان ( صيت ، هند ) . وانظر الميداني في ( أعمر من نصر ) . [6] قال السجستاني : عاش نصر بن دهمان بن بصار بن بكر بن سليم بن أشجع مائة - وتسعين سنة ، حتى سقطت أسنانه وابيضّ رأسه ، فحزب قومه أمر فاحتاجوا إلى عقله ورأيه ، فدعوا اللَّه أن يرد عقله وشبابه ، فرد اللَّه عليه عقله وشبابه وفهمه ، واسودّ شعره . والرواية في المعمرين : " نصر بن دهمان " بالحزم . وفي الميداني : " كنصر " بالكاف . والهنيدة : مائة سنة . و " عشرون " كذا وردت . وفي المعمرين والميداني واللسان ( صيت ) : " وتسعين حولا " . وفي ( هند ) : " وتسعين عاما " . وانصات : استوت قامته بعد انحناء ، كأنه اقتبل شبابه .
84
نام کتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 84