نام کتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 78
وجلد الشّيخ يسودّ ويبيضّ . ويقول المتطبّبون وناس من المتفلسفين : الصّقلبي [1] من لم تنضجه الأرحام فهو فطير [2] . وأرحام الزّنجيات جاوزت الإنضاج وأحرقت الأولاد . واحتجّ بعضهم بقول عبيد اللَّه بن زياد بن ظبيان ، لعبد الملك بن مروان : أنا واللَّه أشبه بأبي من التّمرة بالتّمرة ، والجمرة بالجمرة ، والذّباب بالذباب ، والغراب بالغراب ، ولكن إن شئت أخبرتك بالذي لا يشبه أباه . قال : ومن ذلك ؟ قال : الذي لم تنضجه الأرحام ولم يولد لتمام [3] ، ولم يشبه الأخوال ولا الأعمام [4] . وعبيد اللَّه بن زياد لم يرد معنى هذا المتطَّبب إنّما ذهب إلى أن عبد الملك كان ولد لسبعة أشهر [5] . وكذلك عامر الشّعبيّ [6] ، وكذلك جرير بن الخطفى ، وكذلك
[1] الصقلبي : نسبة إلى صقلب ، وهو موضع بصقلَّية ، وآخر بين بلغار والقسطنطينية . وقد بين المسعودي خصائص الصقالبة في التنبيه والإشراف ص 22 . [2] فطير : لم ينضج . وفي الأصل : " قطين " صوابه من الحيوان 3 : 245 وفيه : " فإن الصقلابي فطير خام " . [3] التمام بكسر التاء وفتحها : تمام الخلق ، وذلك باستيفاء مدة الحمل . [4] الخبر في البيان 1 : 326 برواية واتجاه يخالف ما هنا . فارجع إليه . [5] يفهم من البيان أن عبيد اللَّه بن زياد قاله لعبد الملك تعريضا به ، وقد أحسن التخلص من ورطته بزعمه أنه يقوله ابن عمّ له يدعى سويد بن منجوف . وذلك في قصة طريفة . [6] هو أبو عمر ، عامر بن شراحيل الشعبي الحميري ، أحد التابعين الذين يضرب المثل بحفظهم . وكان نديما لعبد الملك بن مروان وسميرا له . وقد وجهه إلى ملك الروم فلما انصرف من عنده قال : يا شعبىّ ، أتدري ما كتب إلىّ به ملك الرّوم ؟ قال : ما كتب ؟ قال : كتب : العجب لأهل ديانتك كيف لم يستخلفوا رسولك هذا ! قلت : يا أمير المؤمنين ، لأنه رآني ولم ير أمير المؤمنين ! وكان يقول : أدركت خمسمائة من الصحابة . تهذيب التهذيب ، وصفة الصفوة 3 : 40 - 41 ، وتاريخ بغداد 12 : 227 - 234 . وفي المعارف 257 : " الشعبي ولد لسبعة أشهر " . ولد سنة 19 وتوفي سنة 109 .
78
نام کتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 78