نام کتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 31
إسم الكتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان ( عدد الصفحات : 644)
وذكرت لي كتاب الهيثم بن عديّ [1] في ذلك ، وقد خبّرتك أن لم أرض بمذهبه ، ولم أحبّه له حظَّا في حياته ، ولا لولده بعد مماته . وأنا أحذّرك اللَّجاج والتتايع [2] ، وأرغب إلى اللَّه لك في السّلامة من التلون والتزيّد ، ومن الاستطراف والتكلَّف ؛ فإن اللَّجاج لا يكون إلَّا من خلل القوّة ، وإلَّا من نقصان قد دخل على التمكين . واللَّجوج في معنى المغلوب ، والمتطرّف في معنى الغالب والمكتفي . ولا يكون إلَّا والعقدة منحلَّة ، والنفس منقوضة ، ثم لا بدّ من أن يتّصل ضعف المنّة بقلَّة المعرفة . ومتى نقصت المعرفة لم تكن المنّة فاضلة [3] ، وكان الفاعل إما لجوجا مشايعا [4] ، وإمّا ذا بدوات متلوّنا [5] . فاعرف فصل ما بين التصرّف والتلوّن . وليس الاعتراض من صفة اللَّجاج ، وقد يكون الاعتراض محمودا ومذموما ولا يكون اللَّجاج إلَّا مذموما . والتلوّن : أن يكون سرعة رجوعه عن الصّواب كسرعة رجوعه عن
[1] هو أبو عبد الرحمن الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن الثّعلي الطائي النجدي الكوفيّ النسّابة . وكان محمد جالس المنصور والمهدى والهادي . وكان دعىّ النسب . وفيه يقول أبو نواس : < شعر > إذا نسبت عديا في بني ثعل فقدم الدال قبل العين في النسب < / شعر > وله تصانيف كثيرة سردها ابن النديم وياقوت . ولد قبل سنة 130 وتوفي سنة 207 . الفهرست 145 - 146 ، ومعجم الأدباء 19 : 304 ، ووفيات الأعيان 2 : 203 - 206 ، ولسان الميزان 6 : 209 . [2] التتايع ، بالياء قبل العين : التهافت والوقوع في الشر . [3] المنة ، بالضم : القوة . فاضلة : زائدة ، من الفضل وهو الزيادة . [4] في الأصل : " مسائعا " بدون نقط . [5] سبق تفسير البدوات في ص 27 .
31
نام کتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 31