نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 80
قال الحسن البصري . لم يكن إبليس من الملائكة طرفة عين قط . وقال شهر بن حوشب . كان من الجن فلما أفسدوا في الأرض بعث الله إليهم جندا من الملائكة فقتلوهم وأجلوهم إلى جزائر البحار وكان إبليس ممن أسر فأخذوه معهم إلى السماء فكان هناك [1] . فلما أمرت الملائكة بالسجود امتنع إبليس منه . وقال ابن مسعود وابن عباس وجماعة من الصحابة وسعيد بن المسيب وآخرون : كان إبليس رئيس الملائكة بالسماء الدنيا . قال ابن عباس وكان اسمه عزازيل [2] . وفي رواية عن الحارث قال النقاش وكنيته ( أبو كردوس ) قال ابن عباس : وكان من حي من الملائكة يقال لهم الجن وكانوا خزان الجنان وكان من أشرفهم وأكثرهم علما وعبادة وكان من أولي الأجنحة الأربعة فمسخه الله شيطانا رجيما . وقال في سورة ص - ( إذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين . فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين . فسجد الملائكة كلهم أجمعون . إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين . قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين . قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاخرج منها فإنك رجيم . وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين قال رب فانظرني إلى يوم يبعثون . قال فإنك من المنظرين . إلى يوم الوقت المعلوم . قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين قال فالحق والحق أقول لأملئن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ) [3] وقال في سورة الأعراف ( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم . ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) [4] أي بسبب اغوائك إياي لأقعدن لهم كل مرصد ولآتينهم من كل جهة منهم فالسعيد من خالفه والشقي من اتبعه . وقال الإمام أحمد حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا أبو عقيل ( هو عبد الله بن عقيل الثقفي ) حدثنا موسى بن المسيب عن سالم بن أبي الجعد عن سبرة بن أبي الفاكه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : " ان الشيطان يقعد لابن آدم بأطراقه " وذكر الحديث كما قدمناه في صفة إبليس . وقد اختلف المفسرون في الملائكة المأمورين بالسجود لآدم . أهم جميع الملائكة كما دل عليه عموم الآيات وهو قول الجمهور . أو المراد بهم ملائكة الأرض . كما رواه ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس . وفيه انقطاع . وفي السياق نكارة وان كان بعض المتأخرين قد رجحه
[1] جاء في القرطبي 1 / 295 : قال المهدوي : إن إبليس هو الذي قاتل الجن في الأرض مع جند من الملائكة . وعن ابن عباس : انه كان رئيس ملائكة السماء الدنيا وكان له سلطانها وسلطان الأرض ، وكان من أشد الملائكة اجتهادا وأكثرهم علما وكان يسوس ما بين السماء والأرض فرأى لنفسه بذلك شرفا وعظمة . [2] كان اسمه بالسريانية عزازيل وبالعربية الحارث . [3] سورة ص الآيات 71 - 85 . [4] سورة الأعراف الآية 16 .
80
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 80