responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 77


وجه الاعتراض والتنقص لبني آدم والحسد لهم كما قد يتوهمه بعض جهلة المفسرين [1] * قالوا ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) [2] قيل علموا ان ذلك كائن بما رأوا ممن كان قبل آدم من الجن والبن قاله قتادة .
وقال عبد الله بن عمر كانت الجن قبل آدم بألفي عام فسفكوا الدماء فبعث الله إليهم جندا من الملائكة فطردوهم إلى جزائر البحور * وعن ابن عباس نحوه . وعن الحسن ألهموا ذلك * وقيل لما اطلعوا عليه من اللوح المحفوظ فقيل أطلعهم عليه هاروت وماروت عن ملك فوقهما يقال له الشجل . رواه بن أبي حاتم عن أبي جعفر الباقر * وقيل لأنهم علموا أن الأرض لا يخلق منها إلا من يكون بهذه المثابة غالبا ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) [3] أي نعبدك دائما لا يعصيك منا أحد * فان كان المراد بخلق هؤلاء أن يعبدوك فها نحن لا نفتر ليلا ولا نهارا ( قال إني اعلم ما لا تعلمون ) [4] أي أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هؤلاء ما لا تعلمون أي سيوجد منهم الأنبياء والمرسلون والصديقون والشهداء ثم بين لهم شرف آدم عليهم في العلم فقال ( وعلم آدم الأسماء كلها ) [5] * قال ابن عباس هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس إنسان ودابة وأرض وسهل وبحر وجبل وجمل وحمار وأشباه ذلك من الأمم وغيرها * وفي رواية علمه اسم الصحفة والقدر حتى الفسوة والفسية * وقال مجاهد علمه اسم كل دابة وكل طير وكل شئ .



[1] إن تساؤل الملائكة بعد أن آدهم أن يخلق الله خلقا غيرهم ، مرده إلى خوفهم من أن يكون ذلك لتقصير وقع منهم ، أو لمخالفة كانت من أحدهم ، فأسرعوا بتساؤلهم لتبرئة أنفسهم وقالوا كيف تخلق غيرنا ؟ ونحن دائبون على التسبيح بحمدك وتقديس اسمك ؟
[2] سورة البقرة الآية 30 قالوا ذلك رغبة منهم فيما يزيل شبهتهم وينزع الوساوس من صدورهم ، وامتد رجاؤهم إلى الله أن يستخلفهم في الأرض يقول صاحب الظلال : ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم من شواهد الحال ، أو من تجارب سابقة في الأرض ، أو من إلهام البصيرة ، ما يكشف لهم عن شئ من فطرة هذا المخلوق ، أو من مقتضيات حياته على الأرض ، وما يجعلهم يعرفون أو يتوقعون أنه سيفسد في الأرض ، وانه سيسفك الدماء ، ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له . . وهو متحقق بوجودهم هم .
[3] سورة البقرة جزء من الآية 30 .
[4] سورة البقرة جزء من الآية 30 وفيه جواب على تساؤلهم ورجائهم ، وجواب اطمأنت به قلوبهم وثلجت به صدورهم .
[5] سورة البقرة الآية 31 قال النجار في قصص الأنبياء ص 6 : " . . وأن آدم سمى كل شئ باسمه ، وهذه مبالغة غير مقبولة لا أميل إليها ، بل أميل إلى أنه سمى الأشياء التي وقع عليها حسه ومنها الطيور والبهائم والطيور وكل أنواع الحيوان الموجودة هناك " . وقال صاحب الظلال : أعطاه سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الانسان على الأرض ص 1 / 57 .

77

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست