نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 69
مسلم والنسائي من حديث شعبة به مطولا . ولفظ البخاري عند تفسير قوله تعالى أخبارا عن سليمان عليه السلام أنه قال ( رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي إنك أنت الوهاب ) [1] من حديث روح وغندر عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن عفريتا [2] من الجن تفلت علي البارحة " أو كلمة نحوها [3] ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان ( رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي إنك أنت الوهاب ) قال روح فرده خاسئا * وروى مسلم من حديث أبي إدريس عن أبي الدرداء قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فسمعناه يقول : " أعوذ بالله منك " ثم قال : " ألعنك بلعنة الله ثلاثا " وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك فقال : " إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجمله [4] في وجهي فقلت : " أعوذ بالله منك " . ثلاث مرات . ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة " . وقال تعالى ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) [5] يعني الشيطان وقال تعالى ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) فالشيطان لا يألو الانسان خبالا جهده وطاقته في جميع أحواله وحركاته وسكناته كما صنف الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا كتابا في ذلك سماه ( مصائد الشيطان ) . وفيه فوائد جمة . وفي سنن أبي داود إن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان يقول في دعائه . وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت . وروينا في بعض الاخبار أنه قال ( يا رب وعزك وجلالك لا أزال أغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الله تعالى : وعزتي وجلالي ولا أزال أغفر لهم ما استغفروني ) وقال الله تعالى ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم ) [6] فوعد الله هو الحق المصدق ووعد الشيطان هو الباطل . وقد روى الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وابن أبي حاتم في تفسيره من حديث عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن للشيطان للمة بابن آدم وللملك لمة . فأما لمة الشيطان
[1] سورة ص الآية 35 . [2] العفريت : العاتي المارد من الجن . [3] عند مسلم . يفتك علي : والفتك الاخذ في غفلة وخديعة . [4] عند مسلم : ليجعله . [5] سورة لقمان الآية 33 . [6] سورة البقرة الآية 268 .
69
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 69