نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 52
يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب [1] فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني ، فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا به عليك وقد بعث لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال : يا محمد فقال ذلك فما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين [2] فقال النبي صلى الله عليه وسلم " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا * ورواه مسلم من حديث ابن وهب به [3] . فصل ثم الملائكة عليهم السلام بالنسبة إلى ما هيأهم الله له أقسام * فمنهم حملة العرش كما تقدم ذكرهم ومنهم الكروبيون الذين هم حول العرش وهم أشرف الملائكة مع حملة العرش . وهم الملائكة المقربون كما قال تعالى ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبد الله ولا الملائكة المقربون ) [4] * ومنهم جبريل وميكائيل عليهما السلام . وقد ذكر الله عنهم أنهم يستغفرون للمؤمنين بظهر الغيب كما قال تعالى : ( ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم . ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم . إنك أنت العزيز الحكيم . وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته . وذلك هو الفوز العظيم ) [5] . ولما كانت سجاياهم هذه السجية الطاهرة كانوا يحبون من اتصف بهذه الصفة فثبت في الحديث عن الصادق المصدوق أنه قال " إذا دعا العبد لأخيه بظهر الغيب قال الملك آمين ولك بمثل " [6] .
[1] قرن الثعالب : هو قرن المنازل - وهو ميقات أهل نجد ، وهو على مرحلتين من مكة ، والقرن أصله كل جبل صغير ينقطع من جبل كبير . [2] الأخشبان : جبلا مكة : أبو قبيس والجبل الذي يقابله . [3] في ( 32 ) كتاب الجهاد والسير - 39 باب ما لقي النبي من أذى المشركين ح 111 - 1795 ص 3 / 420 والبخاري رقم / 1525 - [4] سورة النساء الآية 172 . [5] سورة غافر الآية 7 . [6] رواه الترمذي في صحيحه في بر / 50 . وأبو داود كتاب الصلاة - باب الدعاء بظهر الغيب ج 1534 ، ج 2 / 89 . وابن ماجة في المناسك ( 5 ) .
52
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 52