responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 49


مستقيم * وفي حديث الصور أن إسرافيل أول من يبعثه الله بعد الصعق لينفخ في الصور * وذكر محمد بن الحسن النقاش أن إسرافيل أول من سجد من الملائكة فجوزي بولاية اللوح المحفوظ * حكاه أبو القاسم السهيلي في كتابه ( التعريف والاعلام . بما أبهم في القرآن من الاعلام ) * وقال تعالى * من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال ) [1] عطفهما على الملائكة لشرفهما فجبريل ملك عظيم قد تقدم ذكره * وأما ميكائيل فموكل بالقطر والنبات وهو ذو مكانة من ربه عز وجل ومن أشراف الملائكة المقربين * وقد قال الإمام أحمد حدثنا أبو اليمان حدثنا ابن عباس عن عمارة بن غزنة الأنصاري أنه سمع حميد بن عبيد مولى بني المعلى يقول سمعت ثابتا البناني يحدث عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل : مالي لم أر ميكائيل ضاحكا قط [2] فقال :
ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار * فهؤلاء الملائكة المصرح بذكرهم في القرآن وفي الصحاح [3] هم المذكورون في الدعاء النبوي " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل * فجبريل ينزل بالهدى على الرسل لتبليغ الأمم . وميكائيل موكل بالقطر والنبات الذين يخلق منهما الأرزاق في هذه الدار * وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه . يصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الرب جل جلاله . وقد روينا أنه ما من قطرة تنزل من السماء إلا ومعها ملك يقررها في موضعها من الأرض " وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور للقيام من القبور . والحضور يوم البعث والنشور ليفوز الشكور . ويجازي الكفور . فذاك ذنبه مغفور . وسعيه مشكور * وهذا قد صار عمله كالهباء المنثور . وهو يدعو بالويل والثبور " فجبريل عليه السلام يحصل بما ينزل به الهدى * وميكائيل يحصل بما هو موكل به الرزق . وإسرافيل يحصل بما هو موكل به النصر والجزاء * وأما ملك الموت فليس بمصرح باسمه في القرآن ولا في الأحاديث الصحاح . وقد جاء تسميته في بعض الآثار بعزرائيل والله أعلم .
وقد قال الله تعالى * قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ) [ السجدة : 11 ] وله أعوان يستخرجون روح العبد من جثته حتى تبلغ الحلقوم فيتناولها ملك الموت بيده فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها منه فيلقوها في أكفان تليق بها كما قد بسط عند قوله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) [ إبراهيم : 27 ] .
ثم يصعدون بها فإن كانت صالحة فتحت لها أبواب السماء وإلا غلقت دونها وألقي بها إلى الأرض قال الله تعالى ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت



[1] سورة البقرة الآية 98 .
[2] مسند أحمد 3 / 224 .
[3] أي الأحاديث الصحيحة .

49

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست