responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 357


فاستحيا نبي الله عليه السلام من قومه ومن وفده حين فعل بهم ما فعل فقال : ( رب لو شئت لأهلكتهم من قبل وإياي ، أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ) وفيهم من كان الله اطلع منه على ما أشرب قلبه من حب العجل وإيمانه به . فلذلك رجفت بهم الأرض فقال ( رحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون . الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) فقال يا رب سألتك التوبة لقومي ، فقلت : إن رحمتي كتبتها لقوم غير قومي فليتك أخرتني حتى تخرجني في أمة ذلك الرجل المرحوم [1] فقال له : إن توبتهم أن يقتل كل رجل [ منهم ] من لقي من والد وولد ، فيقتله بالسيف ولا يبالي من قتل في ذلك الموطن . وتاب أولئك الذين كان خفي على موسى وهرون [ أمرهم ] واطلع الله من ذنوبهم فاعترفوا بها ، وفعلوا ما أمروا وغفر الله للقاتل والمقتول . ثم سار بهم موسى عليه السلام متوجها نحو الأرض المقدسة ، وأخذ الألواح بعد ما سكت عنه الغضب ، فأمرهم بالذي أمر به من الوظائف فثقل ذلك عليهم وأبوا أن يقروا بها وفتق [2] الله عليهم الجبل كأنه ظلة ، ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم ، وأخذوا الكتاب بأيمانهم وهم مصغون ينظرون إلى الجبل والكتاب بأيديهم وهم من وراء الجبل مخافة أن يقع عليهم . ثم مضوا حتى أتوا الأرض المقدسة ، فوجدوا مدينة فيها قوم جبارون ، خلقهم خلق منكر ، وذكر من ثمارهم أمرا عجبا [3] من عظمها ، فقالوا : ( يا موسى إن فيها قوما جبارين ) لا طاقة لنا بهم ، ولا ندخلها ما داموا فيها ( فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ) . ( قال رجلان من الذين يخافون ) قيل ليزيد :
هكذا قرأه ؟ قال : نعم ، من الجبارين ، آمنا بموسى وخرجنا إليه ، فقالوا : نحن أعلم بقومنا إن كنتم إنما تخافون ما رأيتم من أجسامهم وعددهم فإنهم لا قلوب لهم ولا منعة عندهم ، فأدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ويقول أناس : إنهم من قوم موسى . فقال الذين يخافون من بني إسرائيل ( قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ) فأغضبوا موسى ، فدعا عليهم وسماهم فاسقين ولم يدع عليهم قبل ذلك لما رأى منهم من المعصية وإساءتهم ، حتى كان يومئذ فاستجاب الله له ، وسماهم كما سماهم [ موسى ] فاسقين فحرمها عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض يصبحون كل يوم فيسيرون ليس لهم قرار ثم ظلل عليهم الغمام في التيه ، وأنزل عليهم المن والسلوى ، وجعل لهم ثيابا لا تبلى ولا تتسخ وجعل بين ظهرانيهم حجرا مربعا ، وأمر موسى فضربه بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، في كل ناحية ثلاثة أعين وأعلم كل سبط عينهم التي يشربون منها ، فلا يرتحلون من محلة - إلا وجدوا



[1] في تفسير ابن كثير : المرحومة .
[2] في نسخة : ونتق .
[3] في تفسير ابن كثير : عجيبا .

357

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست