responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 335


وكذلك سولت لي نفسي . قال فاذهب فان لك في الحياة أن تقول لا مساس ) [ طه : 96 - 97 ] وهذا دعاء عليه بأن لا يمس أحدا معاقبة له على مسه ما لم يكن له مسه . هذا معاقبة له في الدنيا ثم توعده في الأخرى فقال ( وإن لك موعدا لن تخلفه ) وقرئ لن نخلفه ( وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ) [ طه : 97 ] قال فعمد موسى عليه السلام إلى هذا العجل فحرقه [ قيل ] [1] بالنار كما قاله قتادة وغيره . وقيل بالمبارد [2] كما قاله علي وابن عباس وغيرهما وهو نص أهل الكتاب ثم ذراه في البحر وأمر بني إسرائيل فشربوا فمن كان من عابديه علق على شفاههم من ذلك الرماد منه ما يدل عليه ، وقيل بل اصفرت ألوانهم ثم قال تعالى إخبارا عن موسى أنه قال لهم ( إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شئ علما ) [ طه : 98 ] وقال تعالى ( إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين ) [ الأعراف : 152 ] وهكذا وقع وقد قال بعض السلف ( وكذلك نجزي المفترين ) مسجلة لكل صاحب بدعة إلى يوم القيامة . ثم أخبر تعالى عن حلمه ورحمته بخلقه وإحسانه على عبيده في قبوله توبة من تاب إليه بتوبته عليه فقال ( والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) [ الأعراف : 153 ] لكن لم يقبل الله توبة عابدي العجل إلا بالقتل كما قال تعالى ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ) [ البقرة : 154 ] فيقال إنهم أصبحوا يوما وقد أخذ من لم يعبد العجل في أيديهم السيوف وألقى الله عليهم ضبابا [3] حتى لا يعرف القريب قريبه ولا النسيب نسيبه . ثم مالوا على عابديه فقتلوهم وحصدوهم فيقال إنهم قتلوا في صبيحة واحدة سبعين ألفا . ثم قال تعالى ( ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ) [ الأعراف : 154 ] استدل بعضهم بقوله وفي نسختها على أنها تكسرت وفي هذا الاستدلال نظر وليس في اللفظ ما يدل على أنها تكسرت والله أعلم . وقد ذكر ابن عباس في حديث الفتون كما سيأتي أن عبادتهم العجل كانت على أثر خروجهم من البحر وما هو ببعيد لأنهم حين خرجوا ( قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) [ الأعراف : 138 ] .
وهكذا عند أهل الكتاب فإن عبادتهم العجل كانت قبل مجيئهم بلاد بيت المقدس وذلك أنهم لما أمروا بقتل من عبد العجل قتلوا في أول يوم ثلاثة آلاف . ثم ذهب موسى يستغفر لهم فغفر لهم بشرط أن يدخلوا الأرض المقدسة . ( واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة



[1] سقطت من النسخ المطبوعة .
[2] يقال للمبرد : المحرق .
[3] عند القرطبي : ظلاما .

335

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست