responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 326


وأطاعوا واغتسلوا وتنظفوا وتطيبوا ، فلما كان اليوم الثالث ركب [1] الجبل غمامة عظيمة وفيها أصوات وبروق وصوت الصور شديد جدا ففزع بنو إسرائيل من ذلك فزعا شديدا ، وخرجوا فقاموا في سفح الجبل ، وغشي الجبل دخان عظيم ، في وسطه عمود [ من ] [2] نور ، وتزلزل الجبل كله ، زلزلة شديدة واستمر صوت الصور وهو البوق واشتد وموسى عليه السلام فوق الجبل والله يكلمه ويناجيه ، وأمر الرب عز وجل موسى أن ينزل ، فأمر بني إسرائيل أن يقتربوا من الجبل ليسمعوا وصية الله ويأمر الأحبار - وهم علمائهم - أن يدنوا فيصعدوا الجبل ليتقدموا بالقرب وهذا نص في كتابهم على وقوع النسخ لا محالة فقال موسى : يا رب إنهم لا يستطيعون أن يصعدوه ، وقد نهيتهم عن ذلك ، فأمره الله تعالى أن يذهب ، فيأتي معه بأخيه هارون وليكن الكهنة - وهم العلماء - والشعب - وهم بقية بني إسرائيل غير بعيد - ففعل موسى وكلمه ربه عز وجل فأمره حينئذ بالعشر كلمات .
وعندهم أن بني إسرائيل سمعوا كلام الله ولكن لم يفهموا حتى فهمهم موسى وجعلوا يقولون لموسى بلغنا أنت عن الرب عز وجل فإنا نخاف أن نموت ، فبلغهم عنه ، فقال : هذه العشر الكلمات : وهي الامر بعبادة الله وحده لا شريك له ، والنهي عن الحلف بالله كاذبا ، والامر بالمحافظة على السبت ، ومعناه تفرغ يوم من الأسبوع للعبادة * وهذا حاصل بيوم الجمعة الذي نسخ الله به السبت . أكرم أباك وأمك ليطول عمرك في الأرض ، الذي يعطيك الله ربك ، لا تقتل . لا تزن . لا تسرق . لا تشهد على صاحبك شهادة زور ، لا تمد عينك إلى بيت صاحبك ، ولا تشته امرأة صاحبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا من الذي لصاحبك . ومعناه النهي عن الحسد . وقد قال كثير من علماء السلف وغيرهم مضمون هذه العشر الكلمات في آيتين من القرآن وهما قوله تعالى في سورة الأنعام ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن . ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده . وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون . وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه الآية ) [ الانعام : 151 - 153 ] وذكروا بعد العشر الكلمات وصايا كثيرة ، وأحكاما متفرقة عزيزة ، كانت فزالت ، وعمل بها حينا من الدهر * ثم طرأ عليها عصيان من المكلفين بها ثم عمدوا إليها فبدلوها وحرفوها ، وأولوها . ثم بعد ذلك كله سلبوها فصارت منسوخة مبدلة ، بعد ما كانت مشروعة مكملة ، فلله الامر من قبل ومن بعد ،



[1] في نسخة : ركبت الجبل .
[2] سقطت من النسخ المطبوعة . وفي نسخة عمود نار .

326

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست