responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 324


له كما قال قوم موسى لموسى ، بل لما استشارهم في الذهاب إلى النفير تكلم الصديق فأحسن [ وتكلم غيره ] [1] من المهاجرين ثم جعل يقول : " أشيروا علي " حتى قال سعد بن معاذ : كأنك تعرض بنا يا رسول الله ، فوالذي بعثك بالحق ، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته ، لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن يلقى بنا عدونا غدا إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء ، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله . فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد وبسطه ذلك . وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن مخارق بن عبد الله الأحمسي ، عن طارق - وهو ابن شهاب - أن المقداد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر : يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ولكن :
اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون [2] * وهذا إسناد جيد من هذا الوجه وله طرق أخرى .
قال أحمد : حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا إسرائيل ، عن مخارق ، عن طارق بن شهاب ، قال :
قال عبد الله بن مسعود : لقد شهدت من المقداد مشهدا لان أكون أنا صاحبه أحب إلي مما عدل به أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهو يدعو على المشركين فقال [3] : والله يا رسول الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ) ولكنا نقاتل عن يمينك ، وعن يسارك ومن بين يديك ومن خلفك . فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم : يشرق لذلك وسر بذلك ، رواه البخاري في التفسير والمغازي من طرق عن مخارق به [4] . وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه : حدثنا علي بن الحسن بن علي ، حدثنا أبو حاتم الرازي ، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، حدثنا حميد ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سار إلى بدر استشار المسلمين فأشار عليه عمر ، ثم استشارهم فقالت الأنصار : يا معشر الأنصار [5] إياكم يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : إذا لا نقول له كما قال بنو إسرائيل لموسى ( إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ) والذي بعثك بالحق إن ضربت أكبادها [6] إلى برك الغماد [7] لاتبعناك رواه الإمام أحمد عن عبيدة بن حميد ، عن حميد



[1] في النسخ المطبوعة وغيره بحذف تكلم وما أثبتناه الصواب .
[2] مسند أحمد ج 4 / 314 .
[3] في النسخ المطبوعة : قال .
[4] أخرجه البخاري في 64 كتاب المغازي ( 4 ) باب فتح الباري 7 / 287 وأعاد في التفسير مرتين : مرة عن أبي نعيم ومرة عن حمدان بن عمر ( تفسير سورة المائدة ) . وأخرجه أحمد في مسنده ج 1 / 390 ، 428 - 4 / 184 ، 314 ) .
[5] قال العلماء : إنما قصد صلى الله عليه وسلم اختيار الأنصار ، لأنه لم يكن بايعهم على أن يخرجوا معه للقتال وطلب العدو ، وإنما بايعهم على أن يمنعوه ممن يقصده ، فلما عرض الخروج لعير أبى سفيان أراد أن يعلم أنهم يوافقون على ذلك . فأجابوه أحسن جواب .
[6] كناية عن ركضها ، فالفارس يركض بركوبه بتحريك رجليه على جانبيه ويضرب على موضع كبده .
[7] برك الغماد : موضع بناحية الساحل من وراء مكة ، وقيل موضع بأقاصي حجر .

324

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست