responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 300


استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) أي إذا هموا هم بأذيتكم والفتك بكم فاستعينوا أنتم بربكم واصبروا على بليتكم ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة لمتقين ) أي فكونوا أنتم المتقين لتكون لكم العاقبة كما قال في الآية الأخرى ( وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين . فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين . ونجنا برحمتك من القوم الكافرين ) [ يونس : 84 - 86 ] وقولهم ( قالوا أوذينا [1] من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ) أي قد كانت الأبناء تقتل قبل مجيئك وبعد مجيئك إلينا ( قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) [ الأعراف : 129 ] وقال الله تعالى في سورة حم المؤمن ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا [2] وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب ) [ غافر : 23 - 24 ] وكان فرعون الملك وهامان الوزير . وكان قارون إسرائيليا من قوم موسى إلا أنه كان على دين فرعون وملائه وكان ذا مال جزيل جدا كما ستأتي قصته فيما بعد إن شاء الله تعالى . ( فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال ) [ غافر : 25 ] وهذا القتل للغلمان من بعد بعثة موسى إنما كان على وجه الإهانة والاذلال [3] ، والتقليل لملا بني إسرائيل ، لئلا يكون لهم شوكة يمتنعون بها ، ويصولون على القبط بسببها وكانت القبط منهم يحذرون ، فلم ينفعهم ذلك ولم يرد عنهم قدر الذي يقول للشئ كن فيكون ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ) [ غافر : 26 ] .
ولهذا يقول الناس على سبيل التهكم : صار فرعون مذكرا ، وهذا منه ، فإن فرعون في زعمه يخاف على الناس أن يضلهم موسى عليه السلام . ( وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ) [ غافر : 27 ] أي عذت بالله ولجأت إليه [ واستجرت ] [4] بجنابه أن يسطو فرعون وغيره علي بسوء وقوله ( من كل متكبر ) أي جبار عنيد لا يرعوي ولا ينتهي ولا يخاف عذاب الله وعقابه لأنه لا يعتقد معادا ولا جزاء . ولهذا قال ( من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب . وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا



[1] قيل في الأذى : - في ابتداء ولادته صلى الله عليه وسلم كان الأذى قتل الأبناء واسترقاق النساء . - تسخير بني إسرائيل في الأعمال نصف النهار . - الأذى بعد مجيئه : تسخيرهم جميع النهار كله . - قال الحسن : الأذى قبل وبعد : واحد هو الجزية . ( القرطبي 7 / 263 ) .
[2] وهي الآيات التسع المذكورة في قوله تعالى : ( ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ) قيل هي : العصا واليد واللسان والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم . وقيل وفيها : السنين والنقص من الثمرات .
[3] زاد القرطبي : ليمتنعوا من الايمان ولئلا يكثر جمعهم .
[4] سقطت من النسخ المطبوعة .

300

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست