responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 265


شمعون ، ويوحنا ، واسم الثالث بولس ، والقرية أنطاكية .
وهذا القول ضعيف جدا : لان أهل أنطاكية لما بعث إليهم المسيح ثلاثة من الحواريين كانوا أول مدينة آمنت بالمسيح في ذلك الوقت ولهذا كانت إحدى المدن الأربع التي تكون فيها بتاركة النصارى وهن أنطاكية والقدس وإسكندرية ورومية ثم بعدها إلى القسطنطينية ولم يهلكوا وأهل هذه القرية المذكورة في القرآن أهلكوا كما قال في آخر قصتها بعد قتلهم صديق المرسلين ( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ) [ يس : 29 ] لكن إن كانت الرسل الثلاثة المذكورون في القرآن بعثوا إلى أهل أنطاكية قديما فكذبوهم وأهلكهم الله ثم عمرت بعد ذلك . فلما كان في زمن المسيح آمنوا برسله إليهم فلا يمنع هذا والله أعلم .
فأما القول بأن هذه القصة المذكورة في القرآن هي قصة أصحاب المسيح فضعيف لما تقدم ولأن ظاهر سياق القرآن يقتضي من هؤلاء الرسل من عند الله . قال الله تعالى ( واضرب لهم مثلا ) يعني لقومك يا محمد ( أصحاب القرية ) يعني المدينة ( إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث ) أي أيدناهما بثالث في الرسالة ( فقالوا إنا إليكم مرسلون ) فردوا عليهم بأنهم بشر مثلهم كما قالت الأمم الكافرة لرسلهم يستبعدون أن يبعث الله نبيا بشريا فأجابوهم بأن الله يعلم أنا رسله إليكم ولو كنا كذبنا عليه لعاقبنا وأنتقم منا أشد الانتقام ( وما علينا إلا البلاغ المبين ) أي إنما علينا أي نبلغكم ما أرسلنا به إليكم والله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء ( قالوا إنا تطيرنا بكم ) أي تشائمنا بما جئتمونا به [1] ( لئن لم تنتهوا لنرجمنكم ) بالمقال وقيل بالفعال ويؤيد الأول قوله ( وليمسنكم منا عذاب أليم ) فوعدوهم بالقتل والإهانة .
( قالوا طائركم معكم ) أي مردود عليكم ( أأن ذكرتم ) أي بسبب أنا ذكرناكم بالهدى ودعوناكم إليه توعدتمونا بالقتل والإهانة ( بل أنتم قوم مسرفون ) أي لا تقبلون الحق ولا تريدونه . وقوله تعالى ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ) يعني لنصرة الرسل وأظهار الايمان بهم ( قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ) أي يدعونكم إلى الحق المحض بلا أجرة ولا جعالة . ثم دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ونهاهم عن عبادة ما سواه مما لا ينفع شيئا لا في الدنيا [2] ولا في الآخرة ( أني إذا لفي ضلال مبين ) أي إن تركت عبادة الله وعبدت معه ما سواه * ثم قال مخاطبا للرسل ( إني آمنت بربكم فاسمعون ) قيل فاستمعوا مقالتي واشهدوا لي بها عند ربكم . وقيل معناه فاسمعوا يا قومي إيماني يرسل الله جهرة . فعند ذلك .



[1] قال مقاتل : حبس عنهم المطر ثلاث سنين فقالوا هذا بشؤمكم ، القرطبي 15 / 16 .
[2] قال وهب : وكان حبيب مجذوما ، وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة كان ينحث الأصنام وكان عكف على عبادة الأصنام سبعين سنة يدعوهم ، لعلهم يرحمونه ويكشفون ضره فما استجابوا له ; فلما أبصر الرسل دعوه إلى عبادة الله ; وأن هذه لا تنفع شيئا ولا تضر . فآمن ودعوا ربهم فكشف الله ما به . القرطبي 15 / 18

265

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست