responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 238


بالقبول فناسب أن يدعوهما إلى ما هو الأنفع لهما مما سألا عنه وطلبا منه * ثم لما قام بما وجب عليه وارشد إلى ما أرشد إليه قال ( يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا ) قالوا وهو الساقي ( وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه ) قالوا وهو الخباز ( قضي الامر الذي فيه تستفتيان ) أي وقع هذا لا محالة ووجب كونه على حالة ولهذا جاء في الحديث : " الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت " .
وقد روي عن بن مسعود ومجاهد وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ( أنهما قالا لم نر شيئا ) فقال لهما ( قضي الامر الذي فيه تستفتيان . وقال للذي ظن أنه ناج منها اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين ) [ يوسف : 42 ] يخبر تعالى أن يوسف عليه السلام قال للذي ظنه ناجيا منها وهو الساقي ( أذكرني عند ربك ) يعني أذكر أمري وما أنا فيه من السجن بغير جرم عند الملك * وفي هذا دليل على جواز السعي في الأسباب * ولا ينافي ذلك التوكل على رب الأرباب . وقوله ( فأنساه الشيطان ذكر ربه ) أي فانسى الناجي منهما الشيطان أن يذكر ما وصاه به يوسف عليه السلام * قاله مجاهد ومحمد بن إسحاق وغير واحد وهو الصواب وهو منصوص أهل الكتاب ( فلبث يوسف في السجن بضع سنين ) والبضع ما بين الثلاث إلى التسع * وقيل إلى السبع * وقيل إلى الخمس * وقيل ما دون العشرة . حكاها الثعلبي * ويقال بضع نسوة وبضعة رجال * ومنع الفراء استعمال البضع فيما دون العشر قال وإنما يقال نيف . وقال الله تعالى ( فلبث في السجن بضع سنين ) وقال تعالى ( في بضع سنين ) [ الروم : 2 ] وهذا رد لقوله * قال الفراء : ويقال بضعة عشر وبضعة وعشرون إلى التسعين ولا يقال بضع ومائة وبضع وألف وخالف الجوهري فيما زاد على بضعة عشر فمنع أن يقال بضعة وعشرون إلى تسعين * وفي الصحيح : " الايمان بضع وستون " وفي رواية وسبعون شعبة ، أعلاها [1] قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " [2] . ومن قال إن الضمير في قوله ( فأنساه الشيطان ذكر ربه ) عائد على يوسف فقد ضعف ما قاله وإن كان قد روي عن ابن عباس وعكرمة والحديث الذي رواه ابن جرير [3] في هذا الموضع ضعيف من كل وجه * تفرد بإسناده إبراهيم بن يزيد الخوزي [4] المكي وهو



[1] في نسخة وأعلاها وفي نسخة أخرى وأرفعها .
[2] أخرجه البخاري في صحيحه : فتح الباري 2 / 3 ورواه مسلم في 1 / 57 / 58 وأبو داود والنسائي في سننيهما وابن ماجة في المقدمة وأحمد في مسنده 2 / 144 - 379 - 445 .
[3] تاريخ الطبري ج 1 / 177 وفي إسناده : عن وكيع عن عمرو بن محمد عن إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار . .
[4] في نسخة خوذي وفي نسخة الخوري والصواب الخوزي . نسبة إلى خوز وهو هنا شعب مكة يسمى شعب الخوز وليس منسوبا إلى خوزستان . وهو أبو إسماعيل المكي ، مولى بني أمية - متروك تقريب التهذيب 1 / 46 .

238

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست