responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 190


أنبياءه ورسله وأكمل له من الدين ما لم يؤت أحدا قبله وعم بدعوته أهل الأرض على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وصفاتهم في سائر الأقطار والأمصار والأعصار إلى يوم القيامة . كان هذا من خصائصه من بين سائر الأنبياء لشرفه في نفسه وكمال ما أرسل به وشرف بقعته وفصاحة لغته وكمال شفقته على أمته ولطفه ورحمته وكريم محتده [1] وعظيم مولده وطيب مصدره ومورده ولهذا استحق إبراهيم الخليل عليه السلام إذ كان باني الكعبة لأهل الأرض أن يكون منصبه ومحله وموضعه في منازل السماوات ، ورفيع الدرجات ، عند البيت المعمور الذي هو كعبة أهل السماء السابعة ، المبارك المبرور ، الذي يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة يتعبدون فيه . ثم لا يعودون إليه إلى يوم البعث والنشور ، وقد ذكرنا في التفسير من سورة البقرة صفة بناية البيت وما ورد في ذلك من الاخبار والآثار بما فيه كفاية فمن أراده فليراجعه ثم ولله الحمد .
فمن ذلك ما قال السدي لما أمر الله إبراهيم وإسماعيل أن يبنيا البيت ثم لم يدريا أين مكانه حتى بعث الله ريحا يقال له الخجوج لها جناحان ورأس في صورة حية فكنست لهما ما حول الكعبة عن أساس البيت الأول واتبعاها بالمعاول يحفران ، حتى وضعا الأساس ، وذلك حين يقول تعالى ( وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ) [ الحج : 26 ] فلما بلغا القواعد بنيا الركن قال إبراهيم لإسماعيل يا بني اطلب لي [ حجرا حسنا أضعه هاهنا وقال : يا أبت إني كسلان تعب . قال :
على ذلك فانطلق . وجاءه جبريل بالحجر ] [3] الأسود من الهند وكان أبيض ياقوتة بيضاء مثل النعامة ( 3 ) وكان آدم هبط به من الجنة فاسود من خطايا الناس فجاءه إسماعيل بحجر فوجده عند الركن . فقال يا أبتي من جاءك بهذا ؟ قال : جاء به من هو أنشط منك فبنيا وهما يدعوان الله :
( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) وذكر ابن أبي حاتم أنه بناه من خمسة أجبل ( 4 ) وأن ذا القرنين وكان ملك الأرض إذ ذاك مر بهما وهما يبنيانه فقال من أمركما بهذا فقال إبراهيم : الله أمرنا به فقال وما يدريني بما تقول فشهدت خمسة أكبش أنه أمره بذلك فآمن وصدق .
وذكر الأزرقي أنه طاف مع الخليل بالبيت ( 5 ) . وقد كانت على بناء الخليل مدة طويلة ثم بعد ذلك بنتها قريش فقصرت بها عن قواعد إبراهيم من جهة الشمال مما يلي الشام على ما هي عليه



[1] محتده : أصله ونسبه . ( 2 ) ما بين معكوفين سقطت من النسخ المطبوعة ، واستدركناها - كما يقتضي السياق - من قصص الأنبياء لابن كثير وفي رواية الأزرقي : أن إسماعيل ذهب يطوف في الجبال . . وفي رواية أخرى : ان إسماعيل اتاه بحجر فلم يرضه إبراهيم فجاءه جبريل بهذا الحجر . وعن عبد الله بن عمرو أن جبريل جاء بالحجر من الجنة .
[3] في الأصول النعامة وهو تحريف والصواب الثغامة : وهو نبات أبيض . ( 4 ) في تاريخ مكة : قال قتادة ذكر لنا انه بناه من خمسة أجبل : من طور سيناء ، وطور زيتا ولبنان والجودي وحرا . 1 / 63 . ( 5 ) تاريخ مكة 1 / 74 .

190

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست