responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 17


الزاهرات والأجرام النيرات ، وما في ذلك من الدلالات على حكمة خالق الأرض والسماوات كما قال تعالى * ( وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) * [ يوسف : 105 ] فأما قوله تعالى ( أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها ، والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم ) [ النازعات : 28 ] فقد تمسك بعض الناس بهذه الآية على تقدم خلق السماء على خلق الأرض . فخالفوا صريح الآيتين المتقدمين ولم يفهموا هذه الآية الكريمة فان مقتضى هذه الآية أن دحي الأرض وإخراج الماء والمرعى منها بالفعل بعد خلق السماء . وقد كان ذلك مقدرا فيها بالقوة كما قال تعالى ( وبارك فيها وقدر فيها أقواتها ) [ فصلت : 10 ] أي هيأ أماكن الزرع ومواضع العيون والأنهار ثم لما أكمل خلق صورة العالم السفلي والعلوي دحى الأرض أخرج منها ما كان مودعا فيها فخرجت العيون وجرت الأنهار ، ونبت الزرع والثمار ولهذا فسر الدحي بإخراج الماء والمرعى منها وإرسال الجبال فقال ( والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها ) وقوله ( والجبال أرساها ) [ المرسلات : 30 - 32 ] أي قررها في أماكنها التي وضعها فيها وثبتها وأكدها وأطدها وقوله ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ، والأرض فرشناها فنعم الماهدون ، ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) [ الذاريات : 37 ] بأيد أي بقوة . وأنا لموسعون ، وذلك أن كل ما علا اتسع فكل سماء أعلى من التي تحتها فهي أوسع منها . ولهذا كان الكرسي أعلى من السماوات .
وهو أوسع منهن كلهن . والعرش أعظم من ذلك كله بكثير . وقوله بعد هذا ( والأرض فرشناها ) أي بسطناها وجعلناها مهدا أي قارة ساكنة غير مضطربة ولا مائدة بكم . ولهذا قال ( فنعم الماهدون ) والواو لا تقتضي الترتيب في الوقوع . وإنما يقتضي الاخبار المطلق في اللغة والله أعلم * وقال البخاري حدثنا عمر بن جعفر بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا جامع بن شداد عن صفوان بن محرز أنه حدثه عن عمران بن حصين قال " دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب فأتاه ناس من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم " قالوا قد بشرتنا فاعطنا مرتين ثم دخل عليه ناس من اليمن فقال " اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إن لم يقبلها بنو تميم " قالوا قد قبلنا يا رسول الله قالوا جئناك نسألك عن هذا الامر . قال " كان الله ولم يكن شئ غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شئ وخلق السماوات والأرض " فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين فانطلقت فإذا هي تقطع دونها السراب فوالله لوددت اني كنت تركتها " هكذا رواه هاهنا وقد رواه في كتاب المغازي وكتاب التوحيد وفى بعض ألفاظه ( ثم خلق السماوات والأرض ) وهو لفظ النسائي أيضا . وقال الإمام أحمد بن حنبل [1] حدثنا حجاج حدثني ابن جريج أخبرني إسماعيل بن



[1] مسند أحمد ج 2 / 327 .

17

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست