نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 166
آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين . إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون . قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين . قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين . قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين . قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين . وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين . فجعلهم جذاذا الا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون . قالوا من فعل هذا بآلهتنا انه لمن الظالمين . قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم . قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم . قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون . ثم نكسوا على رؤوسهم . لقد علمت ما هؤلاء ينطقون . قال أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون . قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم ان كنتم فاعلين . قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين ) [ الأنبياء : 51 - 70 ] وقال في سورة الشعراء ( واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون . قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين . قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون . قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون . قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون . فإنهم عدو لي إلا رب العالمين . الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين . والذي يميتني ثم يحيين . والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين رب هب لي حكما والحقني بالصالحين ) [ الشعراء : 69 - 83 ] وقال تعالى في سورة الصافات ( وإن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم . إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون . ائفكا آلهة دون الله تريدون . فما ظنكم برب العالمين . فنظر نظرة في النجوم . فقال إني سقيم . فتولوا عنه مدبرين . فراغ إلي آلهتهم فقال ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون . فراغ عليهم ضربا باليمين فأقبلوا إليه يزفون . قال أتعبدون ما تنحتون . والله خلقكم وما تعملون . قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم . فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين ) [ الصافات : 83 - 98 ] يخبر الله تعالى عن إبراهيم خليله عليه السلام أنه أنكر على قومه عبادة الأوثان وحقرها عندهم وصغرها وتنقصها فقال ( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ) أي معتكفون عندها وخاضعون لها قالوا ( وجدنا آبائنا لها عابدين ) ما كان حجتهم إلا صنيع الآباء والأجداد وما كانوا عليه من عبادة الأنداد ( قال لقد كنتم . أنتم وآباؤكم في ضلال مبين ) [ الأنبياء : 52 ] كما قال تعالى ( إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون . أئفكا آلهة دون الله تريدون . فما ظنكم برب العالمين ) قال قتادة : فما ظنكم به أنه فاعل بكم إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره وقال لهم ( هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون . قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ) سلموا له أنها لا تسمع داعيا ولا تنفع ولا تضر شيئا وإنما الحامل لهم على عبادتها الاقتداء بأسلافهم ومن هو مثلهم في الضلال من الاباء الجهال ولهذا قال لهم ( أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) وهذا برهان قاطع على بطلان آلهية ما
166
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 166