responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 132


قال كيف يتبعكم من لا رزق له . قال فقال له عد بإذن الله فعاد ترابا ) وهذا أثر غريب جدا .
وروى غلباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال كان مع نوح في السفينة ثمانون رجلا معهم أهلوهم وإنهم كانوا في السفينة مائة وخمسين يوما [1] وإن الله وجه السفينة إلى مكة فدارت بالبيت أربعين [2] يوما ثم وجهها إلى الجودي فاستقرت عليه فبعث نوح عليه السلام الغراب ليأتيه بخبر الأرض فذهب فوقع على الجيف فأبطأ عليه فبعث الحمامة فأتته بورق الزيتون ولطخت رجليها بالطين فعرف نوح أن الماء قد نضب فهبط إلى أسفل الجودي فابتنى قرية وسماها ثمانين فأصبحوا ذات يوم وقد تبلبلت ألسنتهم على ثمانين لغة إحداها العربي وكان بعضهم لا يفقه كلام بعض فكان نوح عليه السلام يعبر عنهم .
وقال قتادة وغيره ركبوا في السفينة في اليوم العاشر من شهر رجب [3] فساروا مائة وخمسين يوما واستقرت بهم على الجودي شهرا . وكان خروجهم من السفينة في يوم عاشوراء من المحرم * وقد روى ابن جرير خبرا مرفوعا يوافق هذا وأنهم صاموا يومهم ذلك .
وقال الإمام أحمد حدثا أبو جعفر حدثنا عبد الصمد بن حبيب الأزدي عن أبيه حبيب بن عبد الله عن شبل عن أبي هريرة قال ( مر النبي صلى الله عليه وسلم بأناس من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء فقال : " ما هذا الصوم ؟ فقالوا هذا اليوم الذي نجا الله موسى وبني إسرائيل من الغرق ، وغرق فيه فرعون ، وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصام نوح وموسى عليهما السلام شكرا لله عز وجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " انا أحق بموسى وأحق بصوم هذا اليوم ، [ فأمن أصحابه بالصوم ] وقال لأصحابه : " من كان منكم أصبح صائما فليتم صومه ، ومن كان منكم قد أصاب من غد أهله فليتم بقية يومه " [4] . وهذا الحديث له شاهد في الصحيح من وجه آخر والمستغرب ذكر نوح أيضا والله أعلم . وأما ما يذكره كثير من الجهلة أنهم أكلوا من فضول أزوادهم ومن حبوب كانت معهم قد استصحبوها واطحنوا الحبوب يومئذ واكتحلوا بالإثمد لتقوية أبصارهم لما انهارت من الضياء بعد ما كانوا في ظلمة السفينة فكل هذا لا يصح فيه شئ وإنما يذكر فيه آثار منقطعة عن بني إسرائيل لا يعتمد عليها ولا يقتدى بها والله أعلم .
وقال محمد بن إسحاق لما أراد الله أن يكف ذلك الطوفان - أرسل ريحا على وجه الأرض ، فسكن الماء وانسدت ينابيع الأرض ، فجعل الماء ينقص ويغيض ويدبر ، وكان استواء الفلك [ على الجودي ] فيما يزعم أهل التوراة - في الشهر السبع لسبع عشر ليلة مضت منه وفي أول يوم من الشهر العاشر رئيت رؤس الجبال * فلما مضى بعد ذلك أربعون يوما فتح نوح كوة الفلك التي



[1] عند الطبري ستة أشهر ; وفي الكامل : كان بين إرسال الماء وبين أن غاض ستة أشهر وعشر ليال .
[2] عند الطبري والكامل : أسبوعا .
[3] في المسعودي : يوم الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من آذار ; وفي الطبري والكامل فكالأصل .
[4] مسند أحمد ج 2 / 359 - 360 وما بين معكوفين من المسند ج 5 / 359 عن أبي هريرة .

132

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست