responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 128


وكان كافرا عمل عملا غير صالح فخالف أباه في دينه ومذهبه فهلك مع من هلك هذا ، وقد نجا مع أبيه الأجانب في النسب لما كانوا موافقين في الدين والمذهب ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضى الامر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين ) [ هود : 44 ] أي لما فرغ من أهل الأرض ولم يبق منها أحد ممن عبد غير الله عز وجل أمر الله الأرض أن تبلع ماءها وأمر السماء أن تقلع أي تمسك عن المطر ( وغيض الماء ) أي نقص [1] عما كان ( وقضى الامر ) أي وقع بهم الذي كان قد سبق في علمه وقدره من إحلاله بهم ما حل بهم . ( وقيل بعدا للقوم الظالمين ) أي نودي عليهم بلسان القدرة بعدا لهم من الرحمة والمغفرة كما قال تعالى ( فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا انهم كانوا قوما عمين ) [ الأعراف : 64 ] وقال تعالى ( فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ) [ يونس : 73 ] وقال تعالى ( ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا انهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين ) [ الأنبياء : 77 ] وقال تعالى ( فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون . ثم أغرقنا بعد الباقين . ان في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين . وان ربك لهو العزيز الرحيم ) [ الشعراء : 119 - 122 ] وقال تعالى ( فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين ) وقال تعالى ( ثم أغرقنا الآخرين ) وقال ( ولقد تركناها آية فهل من مدكر . فكيف كان عذابي ونذر . ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) [ القمر : 15 - 17 ] وقال تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا . وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا . انك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) [ نوح : 25 - 27 ] وقد استجاب الله تعالى - وله الحمد والمنة - دعوته فلم يبق منهم عين تطرف .
وقد روى الامامان أبو جعفر بن جرير وأبو محمد بن أبي حاتم في تفسيريهما من طريق يعقوب ابن محمد الزهري عن قائد مولى عبد الله بن أبي رافع أن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة اخبره أن عائشة أم المؤمنين أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فلو رحم الله من قوم نوح أحدا لرحم أم الصبي " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مكث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة - يعني إلا خمسين عاما - وغرس مائة سنة الشجر فعظمت وذهبت كل مذهب ثم قطعها ثم جعلها سفينة ويمرون عليه ويسخرون منه ويقولون تعمل سفينة في البر كيف تجري قال سوف تعلمون * فلما فرغ ونبع الماء وصار في السكك خشيت أم الصبي عليه وكانت تحبه حبا شديدا خرجت به إلى الجبل حتى بلغت ثلثه فلما بلغها الماء خرجت به حتى استوت على الجبل . فلما بلغ الماء رقبتها رفعته بيديها فغرقا فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبي " * وهذا حديث غريب * وقد روي عن كعب الأحبار



[1] وغيض الماء : يقال غاض الشئ وغضته أنا ، في المصباح المنير : غاض : نضب أي ذهب في الأرض .

128

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست