responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 125


وقال الحسن البصري ستمائة في عرض ثلاثمائة وعن ابن عباس ألف ومائتا ذراع في عرض ستمائة ذراع . وقيل كان طولها ألفي ذراع وعرضها مائة ذراع . قالوا كلهم وكان ارتفاعها ثلاثين ذراعا وكانت ثلاث طبقات . كل واحدة عشرة أذرع . فالسفلى للدواب والوحوش والوسطى للناس والعليا للطيور وكان بابها في عرضها ولها غطاء من فوقها مطبق عليها .
قال الله تعالى ( قال رب انصرني بما كذبون فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) [ المؤمنون : 26 - 27 ] أي بأمرنا لك وبمرأى منا لصنعتك لها ومشاهدتنا لذلك لنرشدك إلى الصواب في صنعتها ( فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك الا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ) [ المؤمنون 27 ] فتقدم إليه بأمره العظيم العالي أنه إذا جاء أمره وحل بأسه أن يحمل في هذه السفينة من كل زوجين اثنين من الحيوانات وسائر ما فيه روح من المأكولات وغيره لبقاء نسلها وأن يحمل معه أهله أي أهل بيته إلا من سبق عليه القول منهم أي إلا من كان كافرا فإنه قد نفذت فيه الدعوة التي لا ترد ووجب عليه حلول البأس الذي لا يرد وأمر أنه لا يراجعه فيهم إذا حل بهم ما يعاينه من العذاب العظيم الذي قد حتمه عليهم الفعال لما يريد كما قدمنا بيانه قبل .
والمراد بالتنور [1] عند الجمهور وجه الأرض أي نبعت الأرض من سائر أرجائها حتى نبعت التنانير التي هي محال النار . وعن ابن عباس التنور عين في الهند وعن الشعبي بالكوفة وعن قتادة بالجزيرة * وقال علي بن أبي طالب المراد بالتنور فلق الصبح وتنوير الفجر أي إشراقه وضياؤه أي عند ذلك فاحمل فيها من كل زوجين اثنين وهذا قول غريب * وقوله تعالى ( حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل ) [ هود : 40 ] هذا أمر بأن عند حلول النقمة بهم أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين وفي كتاب أهل الكتاب أنه أمر أن يحمل من كل ما يؤكل سبعة أزواج ومما لا يؤكل زوجين ذكرا وأنثى وهذا مغاير لمفهوم قوله تعالى في كتابنا الحق ( اثنين ) إن جعلنا ذلك مفعولا به . وأما إن جعلناه توكيدا لزوجين والمفعول به محذوف فلا ينافي والله أعلم .
وذكر بعضهم ويروى عن ابن عباس أن أول ما دخل من الطيور الدرة [2] وآخر ما دخل من



[1] قال الليث : التنور : لفظة عمت بكل لسان وصاحبه تنار . وقال الأزهري : هذا يدل على أن الاسم قد يكون أعجميا فتعربه العرب فيصير عربيا . وتنور على بناء فعل لان أصل بنائه تنر وليس في كلام العرب نون قبل راء . قاله صاحب أحكام القرآن وفي هامشه ورد : زنره : ملأه ، وتزنر : دق والسنر : شراسة الخلق ، وشنر عليه : عابه .
[2] قال ابن عباس : أول ما حمل : الأوزة . والدرة : قال الدميري في كتاب حياة الحيوان الكبرى هي : الببغاء المتقدمة وهو طائر لونه أخضر وهو في قدر الحمام يتخذها الناس للانتفاع بصوتها . 1 / 190 - 592 .

125

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست