responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 113


بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الاسراء : أنه لما مر به عليه السلام قال له : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ولم يقل كما قال آدم وإبراهيم : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قالوا فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قال [1] له * وهذا لا يدل ولابد لأنه قد لا يكون الراوي حفظه جيدا . أو لعله قاله له على سبيل الهضم والتواضع ، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم أبي البشر ، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن وأكبر أولي العزم بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين .
قصة نوح عليه السلام [2] هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ - وهو إدريس - بن يرد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر عليه السلام [3] .
كان مولده بعد وفاة آدم بمائة سنة وست وعشرين سنة فيما ذكره ابن جرير وغيره . وعلى تاريخ أهل الكتاب المتقدم يكون بين مولد نوح وموت آدم مائة وست وأربعون سنة وكان بينهما عشرة قرون كما قال الحافظ أبو حاتم بن حبان في صحيحه : حدثنا محمد بن عمر بن يوسف حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام سمعت أبا سلام سمعت أبا أمامة أن رجلا قال : يا رسول الله أنبي كان آدم ؟ قال : نعم مكلم .
قال : فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال : عشرة قرون . قلت وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه . وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام * فان كان المراد بالقرن مائة سنة - كما هو المتبادر عند كثير من الناس - فبينهما ألف سنة لا محالة لكن لا ينفي أن يكون أكثر باعتبار ما قيد به ابن عباس بالاسلام إذ قد يكون بينهما قرون أخر متأخرة لم يكونوا على الاسلام لكن حديث أبي أمامة يدل على الحصر في عشرة قرون وزادنا ابن عباس أنهم كلهم كانوا على الاسلام * وهذا يرد قول من زعم من أهل التواريخ وغيرهم من أهل الكتاب أن قابيل وبنيه عبدوا النار والله أعلم .
وان كان المراد بالقرن الجيل من الناس كما في قوله تعالى ( وكم أهلكنا من القرون من بعد



[1] في قصص ابن كثير : قالا ; والخبر رواه ابن عساكر في تاريخه ( 1 / 382 تهذيب ) .
[2] ورد ذكر نوح في ثلاثة وأربعين موضعا من القرآن الكريم في : آل عمران 23 ، النساء 163 ، الانعام 84 ، الأعراف 59 - 69 ، التوبة 70 ، يونس 71 ، هود 25 - 32 - 36 - 42 - 45 - 46 - 48 - 89 ، إبراهيم 9 ، الاسراء 3 - 17 ، مريم 58 ، الأنبياء 76 ، الحج 42 ، ، المؤمنون 23 ، الفرقان 37 ، الشعراء 105 - 106 - 116 ، العنكبوت 14 ، الأحزاب 7 ، الصافات 75 - 79 ص 12 ، غافر 5 - 31 ، الشورى 13 ، ق 12 ، الذاريات 46 ، النجم 52 ، القمر 9 ، الحديد 26 ، التحريم 10 ، نوح 1 - 21 - 26 .
[3] قال في قصص الأنبياء : أشك كثيرا في نسق هذا النسب لأني أعتقد أن بين نوح وآدم أكثر من ذلك .

113

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست