responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 370


حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة مرفوعا وسيأتي . وقال الإمام أحمد : حدثنا الحسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو يونس - يعني سليم بن جبير - عن أبي هريرة ، قال الإمام أحمد : لم يرفعه . قال جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام فقال : أجب ربك فلطم موسى عين ملك الموت . ففقأها . فرجع الملك إلى الله فقال إنك بعثتني إلى عبد لك لا يريد الموت . قال :
وقد فقأ عيني قال : فرد الله عينه ، وقال : ارجع إلى عبدي فقل له الحياة تريد فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما وارت يدك من شعره فإنك تعيش بها سنة . قال : ثم مه ؟ قال : ثم الموت قال : فالآن يا رب من قريب " . تفرد به أحمد وهو موقوف بهذا اللفظ . وقد رواه ابن حبان في صحيحه من طريق معمر عن ابن طاووس عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال معمر : وأخبرني من سمع الحسن عن رسول الله فذكره . ثم استشكله ابن حبان وأجاب عنه بما حاصله : أن ملك الموت لما قال له هذا لم يعرفه لمجيئه له على غير صورة يعرفها موسى عليه السلام ، كما جاء جبريل في صورة أعرابي وكما وردت الملائكة على إبراهيم ولوط في صورة شباب فلم يعرفهم إبراهيم ولا لوط أولا ، وكذلك موسى لعله لم يعرفه ، لذلك ولطمه ففقأ عينه لأنه دخل داره بغير أذنه ، وهذا موافق لشريعتنا في جواز فق ء عين من نظر إليك في دارك بغير إذن * ثم أورد الحديث من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جاء ملك الموت إلى موسى ليقبض روحه ، قال له : أجب ربك ، فلطم موسى عين ملك الموت ففقأ عينه وذكر تمام الحديث . كما أشار إليه البخاري ثم تأوله على أنه لما رفع يده ليلطمه ، قال له أجب ربك ، وهذا التأويل لا يتمشى على ما ورد به اللفظ من تعقيب قوله أجب ربك بلطمه ولو أستمر على الجواب الأول لتمشى له ، وكأنه لم يعرفه في تلك الصورة ، ولم يحمل قوله هذا على أنه مطابق ، إذ لم يتحقق في الساعة الراهنة أنه ملك كريم ، لأنه كان يرجو أمورا كثيرة ، كان يحب وقوعها في حياته من خروجه من التيه ، ودخولهم الأرض المقدسة ، وكان قد سبق في قدرة الله أنه عليه السلام يموت في التيه بعد هارون أخيه ، كما سنبينه إن شاء الله تعالى . وقد زعم بعضهم أن موسى عليه السلام هو الذي خرج بهم من التيه ودخل بهم الأرض المقدسة . وهذا خلاف ما عليه أهل الكتاب وجمهور المسلمين . ومما يدل على ذلك قوله لما اختار الموت : رب أدنني إلى الأرض المقدسة رمية حجر . ولو كان قد دخلها لم يسأل ذلك ، ولكن لما كان مع قومه بالتيه ، وحانت وفاته عليه السلام أحب أن يتقرب إلى الأرض التي هاجر إليها ، وحث قومه عليها ، ولكن حال بينهم وبينها القدر رمية بحجر . ولهذا قال سيد البشر ، ورسول الله إلى أهل الوبر والمدر : " فلو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر " . وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، حدثنا ثابت ، وسليمان التيمي ، عن أنس بن مالك ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لما أسري بي مررت بموسى وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر " [1] ورواه مسلم من حديث حماد بن سلمة به وقال السدي ، عن



[1] مسند أحمد ج 3 / 148 - 248 وأخرجه مسلم في 43 كتاب الفضائل حديث / 164 ، والنسائي في قيام الليل . وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة ج 2 / 387 .

370

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست