responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 366


الجادة أن موسى في السادسة وإبراهيم في السابعة وأنه مسند ظهره إلى البيت المعمور الذي يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم . واتفقت الروايات كلها على أن الله تعالى لما فرض على محمد صلى الله عليه وسلم وأمته خمسين صلاة في اليوم والليلة فمر بموسى قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فإني قد عالجت بني إسرائيل قبلك أشد المعالجة وإن أمتك أضعف أسماعا وأبصارا وأفئدة فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل ويخفف عنه في كل مرة حتى صارت إلى خمس صلوات في اليوم والليلة . وقال الله تعالى هي خمس وهي خمسون [1] أي بالمضاعفة فجزى الله عنا محمدا صلى الله عليه وسلم خيرا وجزى الله عنا موسى عليه السلام خيرا . وقال البخاري : حدثنا مسدد ، حدثنا حصين بن نمير ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوما فقال : " عرضت علي الأمم ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل هذا موسى في قومه " . هكذا روى البخاري هذا الحديث ههنا مختصرا . وقد رواه الإمام أحمد مطولا فقال : حدثنا شريح ، حدثنا هشام ، حدثنا حصين بن عبد الرحمن . قال :
كنت عند سعيد بن جبير فقال : أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة قلت : أنا ثم قلت : إني لم أكن في صلاة ولكن لدغت . قال وكيف فعلت قلت استرقيت . قال وما حملك على ذلك ؟
قال : قلت : حديث حدثناه الشعبي عن بريدة الأسلمي أنه قال : لا رقية إلا من عين أو حمة فقال سعيد - يعني ابن جبير - قد أحسن من انتهى إلى ما سمع ثم قال : حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال : عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي معه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فقلت : هذه أمتي فقيل هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فإذا سواد عظيم * ثم قيل انظر إلى هذا الجانب فإذا سواد عظيم فقيل : هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، ولا عذاب ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل فخاض القوم في ذلك فقالوا : من هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ؟ فقال بعضهم لعلهم الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم . وقال بعضهم لعلهم الذين ولدوا في الاسلام ولم يشركوا بالله شيئا قط وذكروا أشياء فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ما هذا الذي كنتم تخوضون فيه ؟ " فأخبروه بمقالتهم فقال : " هم الذين لا يكنوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون " فقام عكاشة بن محيصن الأسدي فقال : أنا منهم يا رسول الله ؟ قال : " أنت منهم " * ثم قام آخر فقال : أنا منهم يا رسول الله ؟ فقال : " سبقك بها عكاشة " [2] . وهذا الحديث له طرق كثيرة جدا وهو في الصحاح والحسان وغيرها وسنوردها إن شاء الله تعالى في باب صفة الجنة عند ذكر أحوال القيامة وأهوالها .
وقد ذكر الله تعالى موسى عليه السلام في القرآن كثيرا ، وأثنى عليه ، وأورد قصته في كتابه



[1] قال السيوطي في شرح سنن النسائي 1 / 221 : المراد خمس عددا باعتبار الفعل وخمسون اعتداد باعتبار الثواب .
[2] مسند الإمام أحمد ج 1 / 271 - 401 - 403 - 420 - 454 ، 2 / 302 - 351 - 456 ، 4 / 436 .

366

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست