responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 191

إسم الكتاب : البخلاء ( عدد الصفحات : 310)


ورجل في الكلَّاء [1] . تطلب من هذا وقر [2] جصّ [3] ، ومن هزا وقر آجرّ ، ومن هذا قطعة ساج [4] ، ومن هذا هكذا . ما هذا الحرص ؟ وما هذا الكدّ ؟ وما هذا الشغل ؟ لو كنت شابا بعيد الأمل كيف كنت تكون ؟
ولو كنت مدينا كثير العيال كيف كنت تكون ؟ وقد رأيتك فيما حدث تلبس الأطمار وتمشي حافيا نصف النهار » .
قال : « كم أجمجم ؛ بلغني أنك فقدت قطعة بطيخ ، فألححت في المسألة عنها ، فقيل لك أكلها السنّور ، فرميت بباقي القطعة قدّام السنّور ، لتمتحن صدقهم من كذبهم ، فلما لم يأكله ، غرّمتهم ثمن البطَّيخة كما هي . قالوا لك كان الليل ، فإن لا تكن التي أكلته من سنانير الجيران ، وكان الذي أكله سنورنا هذا ، فإنك رميت اليه بالقطعة وهو شبعان منه . فأنظرنا [5] ولا تغرمنا نمتحنه في حال غير هذه . فأبيت إلا إغرامهم » .
قال : « ويلك إني واللَّه ما أصل إلى منعهم من الفساد إلا ببعض الفساد . وقد قال زياد في خطبته [6] : « واللَّه إنّي ما أصل منكم الى أخذ الحق حتى أخوض الباطل إليكم خوضا » . وأما ما لمتني عليه آنفا فإنما ذهبت الى قوله : « لو أن في يدي فسيلة ، ثم قيل لي إن القيامة تقوم الساعة ، لبادرتها فغرستها » . وقد قال أبو الدرداء [7] في وجعه الذي



[1] الكلاء : مرفأ السفن ، وساحل أو ضفة كل نهر .
[2] الوقر : العبء الثقيل ، والحمل .
[3] الجص ؛ الكلس .
[4] ساج : نوع من الخشب ، لا ينبت إلا بالهند .
[5] انظرنا : أي انتظرنا .
[6] هو زياد بن ابيه . يريد بخطبته : « البتراء » المشهورة التي ألقاها لما قدم واليا إلى البصرة من قبل معاوية بن أبي سفيان .
[7] أبو الدرداء : مر شرحه .

191

نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست