نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 171
إسم الكتاب : البخلاء ( عدد الصفحات : 310)
قال : فنثروا عليها لبكة من دبس مقدار نصف أسيكرة ، فوقعت ليلتئذ في فمي قطعة ، وكنت إلى جنبه ، فسمع صوتها حين مضغتها ، فضرب يده على جنبي ثم قال : « أجرش [1] يا أبا كعب أجرش » . قلت : « ويلك أما تتقي اللَّه ! كيف أجرش جزأ لا يتجزّأ » ؟ قصة ابن العقدي كان ابن العقدي ربما استزار أصحابه الى البستان ، وكنت لا أظنه ممّن يحتمل قلبه ذلك على حال . فسألت ذات يوم بعض زوّاره فقلت : « إحك لي أمركم » . قال : « وتستر عليّ » ؟ قلت : « نعم ما دمت بالبصرة » . قال : « يشتري لنا أرزّا بقشره ويحمله معه ، ليس معه شيء ممّا خلق اللَّه إلا ذلك الأرز . فإذا صرنا إلى أرضه ، كلَّف أكاره أن يجشّه في مجشّة [2] له ، ثم ذرّاه [3] ، ثم غربله . ثم جشّ الواش [4] منه . فإذا فرغ من الشراء والحمل ، ثم من الجشّ ، ثم من التذرية ، ثم من الإدارة والغربلة ، ثم من جشّ الواش ، ثم من تذريته ، ثم إدارته وغربلته ، كلَّف الأكَّار أن يطحنه على ثوره وفي رحاه [5] . فإذا طحنه كلَّفه أن يغلي له الماء ، وأن يحتطب له ، ثم يكلَّفه العجن ، لأنه بالماء الحارّ أكثر نزلا . ثم كلَّف الأكَّار أن يخبزه . وقبل ذلك ما قد كلَّفهم أن ينصبوا له الشصوص [6] للسمك ، ويسكروا الدرياجة [7] على صغار السمك لا
[1] أجرش : إقطع إطحن . [2] مجشّة : مدقة ، كالهاون . [3] ذراه : اخرج منه قشوره ، غربله . [4] الواش : ما يخرج من الأرز عند الدق . [5] رحاه : الرحى : حجر الطاحون . [6] الشصوص : مفردها شص : حديده ، أو صنارة يصطاد بوساطتها السمك . [7] الدرياجة : مكان في الماء يخصّص لصيد الاسماك .
171
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 171