responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 111

إسم الكتاب : البخلاء ( عدد الصفحات : 310)


سليم . وكان إذا أكل ، ذهب عقله ، وجحظت عينه [1] ، وسكر ، وسدر [2] ، وانبهر [3] ، وتربد وجهه [4] ، وعصب [5] ولم يسمع ، ولم يبصر ، فلما رأيت ما يعتريه وما يعتري الطعام منه ، صرت لا آذان له إلا ونحن نأكل التمر والجوز والباقلي . ولم يفجأني قط وأنا آكل تمرا إلا استفّه سفا ، وحساه حسوا ، وزدا به زدوا [6] . ولا وجده كنيزا الا تناول القطعة كجمجمة الثور ، ثم يأخذ بحضنيها ، ويقلها من الأرض . ثم لا يزال ينهشها طولا وعرضا ، ورفعا وخفضا ، حتى يأتي عليها جميعا . ثم لا يقع غصبه إلا على الإنصاف والاثلاث . ولم يفصل تمرة قط من تمرة . وكان صاحب جمل ، ولم يكن يرضى بالتفاريق . ولا رمى بنواة قط ، ولا نزع قمعا ، ولا نفى عنه قشرا ، ولا فتشه مخافة السوس والدود . ثم ما رأيته قط ، إلا وكأنه طالب ثأر ، وشحشحان [7] صاحب طائلة [8] . وكأنه عاشق مغتلم [9] ، أو جائع مقرور [10] .
واللَّه يا إخوتي لو رأيت رجلا يفسد طين الردغة [11] ، ويضيع ماء البحر ، لصرفت عنه وجهي . فإذا كان أصحاب النظر وأهل الديانة والفلسفة ، هذه سيرتهم ، وهكذا أدبهم ، فما ظنكم بمن لا يعد ما يعدون ، ولا يبلغ من الأدب حيث يبلغون ؟ !



[1] جحطت عينه : برزت .
[2] سدر : اضطرب .
[3] انبهر : تتابع نفسه .
[4] تربّد : اكفهر واغبرّ وشحب .
[5] عصب : غصّ ، جف ريقه .
[6] زدا به : لم نجده . وربما يعني زراه ، اي جعله يتناثر ويؤكل بخفة .
[7] شحشان : صاحب حماس وغيره .
[8] الطائلة : الثأر .
[9] عاشق مغتلم : صاحب شهوة .
[10] مقرور : اصابه البرد .
[11] الردغة : الاوساخ والوحول .

111

نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست