يوسف صديقا له على مكروه أتاه ، فكتب اليه يعذله فى ذلك ، وكتب القاسم ظلمت أعزّك اللَّه وما انصفت ، وأسأت وما أحسنت ، تأتى ذلك اختيارا ، ولا تتبعه اعتذارا ، حتى اذا لدغت بلظى المكافأة ، وسلك بك طريق المجازاة ، جعلت ذلك لنا ذنبا ، وألزمتنا له عتبا ، ومن لم يعرف قبيح ما يبلى لم يعرف حسن ما يولى [1] وللَّه در القائل : < شعر > إذا ما امرؤ لم يحمل الحقد لم يكن لديه لذى نعمى جزاء ولا شكر < / شعر > حدّثنى الحسين بن يحيى الكاتب المعروف بأبى الحمار ، قال : لما ولي أحمد ابن يوسف وزارة المأمون ولي أخاه القاسم خراج السواد فجباه فضلا مما جباه غيره في سائر أيام المأمون ، فحمده المأمون وكان أحمد بن يوسف إذا عرض على المأمون النفقات قال : يا أحمد ، القاسم يجمع ، ونحن نفرق . اخبار ابى جعفر احمد بن يوسف بن صبيح كاتب دولة بنى العباس قال أبو بكر : وزر للمأمون بعد أحمد بن أبى خالد ، وهو معرق فى الكتابة والشعر ، وقد استقصيت أخباره في كتاب الوزراء الذى ألفته . وأنا آتى ههنا منها بشيء من مختارها ومختار شعره ، وقد فرقت من ذكر آبائه وأخبارهم فى ذكر أخيه القاسم بن يوسف وكان أسنّ منه وبقي القاسم بعده مدة . حدّثنا القاسم بن إسماعيل ، قال : حدّثنا قعنب بن محرز الباهلىّ قال : كنا نقول : لم يل الوزارة أشعر من احمد بن يوسف حتى ولي محمد بن عبد الملك فكان أشعر منه حدّثنى الحسين بن على الباقطائى قال : اجتمع الكتاب عند أحمد بن
[1] الذى فى كتاب البيان المسمى بنقد النشر من لم يعرف شرما يولى لم يعرف خير ما يبلى