نام کتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل نویسنده : مجير الدين الحنبلي جلد : 1 صفحه : 35
ثم سار إبراهيم من مصر إلى شام ، وأقام بين الرملة وإيليا فهو أول من هاجر من وطنه في ذات الله تعالى حفظا لايمانه . ولما نزل بالموضع الذي يعرف بوادي السبع وهو شاب لا مال له ، فأقام حتى كثر ماله وشاخ وضاق على أهل البلد مواضعهم من كثرة ماله ومواشيه . فقالوا له : يا شيخ ارحل عنا فقد آذيتنا بمالك أيها الشيخ الصالح - وكانوا يسمونه بذلك - . فقال لهم : نعم ارحل عنكم . فلما هم بالرحيل قال بعضهم لبعض : انه جاء عندنا وهو فقير وقد جمع عندنا هذا المال كله فلو قلنا له أعطنا شطر مالك وخذ الشطر . فقالوا له ذلك ، فقال لهم : يا قوم صدقتم جئتكم وكنت شابا واليوم صرت شيخنا فردوا علي شبابي وخذوا ما شئتم من مالي . فضصمهم ورحل عنهم . فلما كان وقت ورد الغنم الماء جاؤوا يستقون فإذا الآبار قد جفت ، فقال بعضهم لبعض : ألحقوا الشيخ الصالح الذي كنتم في بركته واسألوه الرجوع فإنه إن لم يرجع هلكنا وهلكت مواشينا . فلحقوه فوجدوه في الموضع المسمى بالغار وسألوه الرجوع ، فقال : إني لست براجع ودفع لهم سبع شياه من غنمه وقال لهم : اذهبوا بها معكم فإنكم إذا أوردتموها البئر ظهر لكم الماء حتى يكون عينا تجري فاملؤا واشربوا واسقوا مواشيكم ولا يقربها امرأة حائض . فرجعوا بالأغنام ، فلما وقفت على البئر ظهر لهم الماء فكانوا يشربون منها وهي على حالها لم تنقص أبدا ، واستمرت على تلك الحالة حتى أتت امرأة حائض واغترفت منها فغاض ماؤها . ورحل إبراهيم عليه السلام ونزل اللجون وأقام بها ما شاء الله تعالى . ثم أوحى الله إليه أن أنزل حبرى . فنزل بها ، ونزل عليه جبريل وميكائيل عليهما السلام بحبرى وهما يريدان قوم لوط عليه السلام . فخرج إبراهيم عليهم ليذبح لهم عجلا فانفلت العجل منه ولم يزل حتى دخل مغارة حبرون فنودي يا إبراهيم سلم على عظام أبيك آدم عليه السلام . فوقع ذلك في نفس إبراهيم عليه السلام ثم انه ذبح العجل
35
نام کتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل نویسنده : مجير الدين الحنبلي جلد : 1 صفحه : 35