نام کتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل نویسنده : مجير الدين الحنبلي جلد : 1 صفحه : 252
عن خيولهم فناداهم عمر رضي الله عنه لا تفعلوا ورجع الآخرون الذين مضوا فساروا معنا وأقبل المسلمون يصفون الخيل ويشرعون الرماح في طريق عمر حتى طلع أبو عبيد في عظيم الناس فإذا هو على قلوص أكفها بعباءة خطامها من شعر لابس سلاحه متنكب قوسه فلما نظر إلى أمير المؤمنين أناخ قوصه وأناخ أمير المؤمنين بعيره فنزل أبو عبيد وأقبل إلى عمر واقبل إلى أبي عبيدة فلما دنا عمر من أبي عبيد مد أبو عبيد يده إلى عمر ليصافحه فمد عمر يده فأخذها أبو عبيد وأهو ليقبلها يريد أن يعظمه في العام فأهو عمر إلى رجل أبي عبيدة ليقبلها فقال أبو عبيدة مه يا أمير المؤمنين تنحى فقال عمر مه يا أبا عبيدة فتعانق الشيخان ثم ركبا يتسامران وسارا وسار الناس أمامهما وحكي إنهم تلقوا عمر بيرذون وثياب بيض وكلموه أن يركب البرذون ليراه العدو فهو أهيب له عندهم وأن يلبس الثياب البيض ويطرح الفروة عنه فأبى ثم لجوا عليه فركب البرذون بفروته وثيابه فهملج به البرذون وخطام ناقته بيده بعد فنزل وركب راحلته وقال لقد غيرني هذا حتى خفت أن أتكبر وأنكر نفسي فعليكم يا معشر المسلمين فالقصد وإنما أعزكم الله عز وجل به وروي عن طارق بن شهاب قال لما قدم عمر الشام عرضت له مخاض فنزل عن بعيره ونزع جرموقيه فأمسكها بيده وخاض الماء ومعه بعيره فقال أبو عبيدة لقد صنعت اليوم صنعاً عظيماً عند أهل الأرض فصكه عمر في صدره وقال له لو غيرك يقولها يا أبا عبيدة أنكم كنتم أذل الناس وأحقر الناس وأقل الناس فأعزكم الله بالإسلام ومهما تطلبوا العز بغيره يذلكم الله تعالى وروي إنه لما قدم عمر من المدين ناهضوهم القتال بعد قدومه فظهر المسلمون على أماكن لم يكونوا ظهوراً عليها قبل ذلك وظهروا يومئذ على كرم كان
252
نام کتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل نویسنده : مجير الدين الحنبلي جلد : 1 صفحه : 252