وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله عن عبد الرحمن عن عمه لأعرابي إذا وجدت أوار الحب ظاهره * فمن لحر على الأحشاء يتقد وحدثنا أبو الحسن جحظة البرمكي عن حماد بن اسحق الموصلي وحدثنا أبو بكر ابن الأنباري قال حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب النحوي قال حدثنا حماد عن أبيه قال دخلت يوما على الرشيد فقال لي يا إسحاق أنشدني شيأ من شعرك فأنشدته وآمره بالبخل قلت لها اقصرى * فذلك شيء ما إليه سبيل أرى الناس خلان الجواد ولا أرى * بخيلا له في العالمين خليل ومن خير حالات الفتى لو علمته * إذا نال شيأ أن يكون ينيل فإني رأيت البخل يزرى بأهله * فأكرمت نفسي أن يقال بخيل عطائي عطاء المكثرين تجملا * ومالي كما قد تعلمين قليل وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى * ورأى أمير المؤمنين جميل فقال لا كيف إن شاء الله يا فضل أعطه مائة ألف درهم ثم قال لله در أبيات تأتينا بها يا اسحق ما اتقن أصولها وأحسن فصولها وزاد جحظة وأقل فضولها فقلت كلامك يا أمير المؤمنين أحسن من شعري فقال يا فضل أعطه مائة ألف أخرى فكان أول مال اعتقدته وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال نظر أعرابي إلى قوم يلتمسون هلال شهر رمضان فقال والله لئن آثرتموه لتمسكن منه بذنابى عيش أغبر وأنشدنا أبو بكر بن أبي الأزهر مستملي أبي العباس المبرد وحدثنا الأخفش وابن السراج وغير واحد من أصحاب المبرد قالوا كلهم أنشدنا أبو العباس قال أنشدنا الزيادي لأعرابي هذه الأبيات وكان يستحسنها