الأعراب لا أعرف ضرا أوصل إلى نياط القلب من الحاجة إلى من لم تثق بإسعافه ولا تأمن رده وأكلم المصائب فقد خليل لا عوض منه وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال ذكر رجل حاتما الطائي فقال كان إذا قاتل غلب وإذا غنم أنهب وإذا سئل وهب وإذا أسر أطلق وحدثنا قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قيل لأعرابي أي شيء أمتع فقال ممازحة المحب ومحادثة الصديق وأماني تقطع بها أيامك وحدثنا قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يقول من لم يرض عن صديقه إلا بإيثاره على نفسه دام سخطه ومن عاتب على كل ذنب كثر عدوه ومن لم يؤاخ من الإخوان إلا من لا عيب فيه قل صديقه وأنشدنا أبو عبد الله الرمح لا أملأ كفي به * واللبد لا أتبع تزواله يقول لا أقاتل بالرمح وحده فأشغل كفي به دون غيره من السلاح ولكني أقاتل به وبغيره وإذا زال اللبد عن متن الفرس أم أزل معه وثبت يصف نفسه بالفروسية وحدثنا أبو بكر ابن الأنباري قال حدثنا عبد الله بن خلف عن موسى بن صالح عن معاوية بن صدقة الجحدري قال كان رجل من مجاشع يقال له سعد بن مطرف يهوى ابنة عم له يقال لها سعاد فكان يأتيها ويتحدث إليها ولا يعلمها بما هو عليه من حبها حتى سل جسمه ونحل بدنه فبينا هو ذات يوم معها جالس إذ نظر إليها وأنشأ يقول وما عرضت لي نظرة مذ عرفتها * فأنظر إلا مثلت حيث أنظر أغار على طرفي لها فكأنني * إذا رام طرفي غيرها لست أبصر وأحذر أن تصغى إذا بحت بالهوى * فأكتمها جهدي هواي وأستر فلما سمعت ذلك منه ساءها وكرهت أن ينشر خبرهما فأقصته وأظهرت هجره فكتب إليها