مخصبا وهذه كلها تقال في العام وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال أنشدني أبي لرجل من خزاعة قد كنت أفزع للبيضاء أبصرها * من شعر رأسي وقد أيقنت بالبلق الآن حين خضبت الرأس زايلني * ما كنت ألتذ من عيشي ومن خلقي إن الشباب إذا ما الشيب حل به * كالغصن يصفر فيه ناعم الورق شيب تغيبه عمن تغر به * كبيعك الثوب مطويا على حرق فإن سترت مشيبا أو غررت به * فليس دهر أكلناه بمسترق أفنى الشباب الذي أفنيت ميعته * مر الجديدين من آت ومنطلق لم يتركا منك في طول اختلافهما * شيأ يخاف عليه لذعة الحرق وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا السكن بن سعيد عن العباس بن هشام الكلبي قال صعد خالد بن عبد الله القسري يوما المنبر بالبصرة ليخطب فأرتج عليه فقال أيها الناس إن الكلام ليجيء أحيانا فيتسبب سببه ويعزب أحيانا فيعز مطلبه فربما طولب فأبى وكوبر فعصى فالتأني لمجيه أصوب من التعاطي لأبيه ثم نزل فما رؤى حصر أبلغ منه وقرأت على أبي بكر بن دريد لنفسه أرى الشيب مذ جاوزت خمسين دائبا * يدب دبيب الصبح في غسق الظلم هو السقم إلا أنه غير مؤلم * ولم أر مثل الشيب سقما بلا ألم وأنشدني بعض أصحابنا لعلي بن العباس الرومي يا بياض المشيب سودت وجهي * عند بيض الوجوه سود القرون فلعمري لأخفينك جهدي * عن عياني وعن عيان العيون ولعمري لأمنعنك أن تظهر * في رأس آسف محزون بسواد فيه ابيضاض لوجهي * وسواد لوجهك الملعون وأنشدنا الأخفش لمنصور النمري