المقدر البارئ المصور يا أيها العقول النافرة والقلوب النائرة أنى تؤفكون وعن أي سبيل تعمهون وفي أي حيرة تهيمون والى أي غاية توفضون لو كشفت الأغطية عن القلوب وتجلت الغشاوة عن العيون لصرح الشك عن اليقين وأفاق من نشوة الجهالة من استولت عليه الضلالة قال أبو علي قوله طمح ارتفع وعلا وران غلب قال عبدة بن الطيب أوردته القوم قدران النعاس بهم * فقلت إذ نهلوا من جمه قيلوا ران بهم غلب قال الله تعالى « كلا بل ران على قلوبهم » وطخطخ أظلم والمختضر الذي يموت حدثا وهو مأخوذ من الخضرة كأنه حصد أخضر وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال كان شاب من العرب يلقى شيخا منهم فيقول استحصدت يا عماه فيقول له الشيخ يا ابن أخي وتختضرون فمات الشاب قبل الشيخ بمدة طويلة ويفرطون يقدمون وقال أبو عبيدة قال الأموي الحجر الأير على مثال الأصم الصلب وتوفضون تسرعون يقال أوفض يوفض ايفاضا إذا أسرع قال الله عز وجل « كأنهم إلى نصب يوفضون » فأما يفيضون فيدفعون قال الأصمعي يقال أفاض من عرفة إلى مني أي دفع وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا الرياشي عن العتبي عن رجل من الأنصار من أهل المدينة قال قال معاوية لعرابة بن أوس بن حارثة الأنصاري بأي شيء سدت قومك يا عرابة قال أخبرك يا معاوية بأني كنت لهم كما كان حاتم لقومه قال وكيف كان فأنشدته وأصبحت في أمر العشيرة كلها * كذي الحلم يرضى ما يقول ويعرف وذاك لأني لا أعادي سراتهم * ولا عن أخي ضرائهم أننكف وإني لأعطي سائلي ولربما * أكلف ما لا أستطيع فأكلف وإني لمذموم إذا قيل حاتم * نبا نبوة إن الكريم يعنف