عن ابن الأعرابي قال اختصم شيخان غنوي وباهلي فقال أحدهما لصاحبه الكاذب محج أمه قال الآخر انظروا ما قال لي الكاذب محج أمه أي جامع أمه فقال الغنوي كذب ما قلت له هكذا إنما قلت له الكاذب ملج أمه يقال ملج يملج وملج يملج ولمج يلمج إذا رضع قال أبو علي يقال محجها ومخجها ونخجها وهو مأخوذ من قولهم مخجت الدلو في البئر إذا حركتها لتمتلئ ونخجتها أيضا بالنون وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو العباس لمسكين بن عامر الحنظلي أصبحت عاذلتي معتلة * قرمت بل هي وحمي للصخب أصبحت تتفل في شحم الذرى * وتعد اللوم درا ينتهب لا تلمها إنها من نسوة * ملحها موضوعة فوق الركب قال أبو العباس الوحم الشهوة على الحمل فجعله ههنا للصخب قال أبو علي قال أبو بكر عن أبي العباس قوله تتفل في شحم الذرى يعني أنها تتفل على إبلي وتعوذها من العين لتعظمها في عيني فلا أهبها وتعد اللوم درا ينتهب أي من حرصها عليه وقوله ملحها موضوعة فوق الركب حكى عن الأصمعي أنه قال كانت زنجية حبشية والملح السمن يقال تملح وتحلم إذا سمن فيقول سمنها فوق ركبتيها أي في عجيزتها وقال أبو عمرو الشيباني ملحها موضوعة فوق الركب أي أنها بخيلة تضع ملحها فوق ركبتيها فهي تأمرني بذلك وقال غيرهما من اللغويين قوله ملحها موضوعة فوق الركب أي أنها سريعة الغضب يقال للسريع الغضب ملحه فوق ركبتيه وكذلك غضبه على طرف أنفه وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال وقف علينا أعرابي ونحن برملة اللوى فقال رحم الله امرأ لم تمجج أذناه كلامي وقدم معاذة من سوء مقامي فإن البلاد مجدبة والحال مسغبة والحياء زاجر يمنع من كلامكم والفقر عاذر يدعو إلى أخباركم والدعاء أحد الصدقتين فرحم الله