أكلت ما جمعت ونكحت ما وجدت قال أبو علي قوله إذا سهر شبعا يعني من شدة الكظة والامتلاء وحدثنا أبو بكر قال حدثنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن ابن الكلبي قال قيل لرجل من حمير ما العز فيكم قال حوط الحريم وبذل الجسيم ورعاية الحق وقول الصدق وترك التحلي بالباطل والصبر على المناكل واجتناب الحسد وتعجيل الصفد وحدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي قال حدثنا ابن جوان صاحب الزيادي قال قال ابن محلم كنت آتي عبد الله بن طاهر في كل سنة وكانت صلتي عنده خمسة آلاف درهم فأتيته آخر ما أتيته فشكوت إليه ضعفي ثم أنشدته أفي كل عام غربة ونزوح * أما للنوى من ونية فتريح لقد طلح البين المشت ركائبي * فهل أرين البين وهو طليح وأرقني بالري نوح حمامة * فنحت وذو الشجو الحزين ينوح على أنها ناحت ولم تذر دمعة * ونحت وأسراب الدموع سفوح وناحت وفرخاها بحيث تراهما * ومن دون أفراخي مهامه فيح عسى جود عبد الله أن يعكس النوى * فتضحي عصا التسيار وهي طريح فإن الغنى مدني الفتى من صديقه * وعدم الفتى بالمقترين نزوح فتوجع له عبد الله وقال صلتك عشرة آلاف درهم في كل سنة ولا تتعبني إلينا فإنها توافيك في منزلك إن شاء الله ففعل وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري وأبو بكر بن دريد يزيد كل واحد منهما على صاحبه من قصيدة توبة بن الحمير يقول أناس لا يضيرك نأيها * بلى كل ما شف النفوس يضيرها بلى قد يضر العين أن تكثر البكا * ويمنع منها نومها وسرورها أرى اليوم يأتي دون ليلى كأنما * أتت حجج من دونها وشهورها لكل لقاء نلتقيه بشاشة * وإن كان حولا كل يوم أزورها وكنت إذا ما زرت ليلى تبرقعت * فقد رابني منها الغداة سفورها