< شعر > شماريخ الجبال إذا تردّت بزينتها وجادتها القطار [1] < / شعر > / وأخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف قال حدّثنا محمد بن سعد الكرانيّ قال حدّثنا العمريّ عن العتبىّ [2] قال : كتب أبو قطيفة عمرو بن الوليد بن عقبة إلى أبيه وهو متولَّي الكوفة لعثمان بن عفّان : < شعر > من مبلغ عنّي الأمير بأنني أرق بلا داء سوى الإنعاظ إن لم تغثني خفت إثمك أو أرى في الدار محدودا [3] بزرق لحاظ < / شعر > يعني دار عثمان التي تقام فيها الحدود . فابتاع له جارية بالكوفة وبعث بها إليه . أخبرني عبد اللَّه بن محمد الرّازي قال حدّثنا الخرّاز عن المدائنيّ قال : كان أبو قطيفة من شعراء قريش ، وكان ممن نفاه ابن الزبير مع بني أمية إلى الشأم ، فقال في ذلك : < شعر > وما أخرجتنا رغبة عن بلادنا ولكنّه ما قدّر اللَّه كائن أحنّ إلى تلك الوجوه صبابة كأنّي أسير في السّلاسل راهن < / شعر > / وكان يتحرّق [4] على المدينة ، فأتى عبّاد بن زياد ذات يوم عبد الملك فقال له : إنّ خاله أخبره أن العراقين قد فتحا . فقال عبد الملك لأبي قطيفة لما يعلمه من حبّه المدينة : أما تسمع ما يقوله عبّاد عن خاله ؟ قد طابت لك المدينة الآن . فقال أبو قطيفة : < شعر > إنّي لأحمق [5] من يمشي على قدم إن غرّني من حياتي خال عبّاد أنشا يقول لنا المصران قد فتحا ودون ذلك يوم شرّه بادي < / شعر > قال : وأذن له ابن الزّبير في الرجوع ، فرجع فمات في طريقه . قصر سعيد بن العاص بالعرصة وشيء من أخباره وأمّا خبر القصر الذي تقدّم ذكره وبيعه من معاوية ، فأخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه قال ذكر مصعب بن عمّار [6] بن مصعب بن عروة بن الزّبير : / أنّ سعيد بن العاص لمّا حضرته الوفاة وهو في قصره هذا ، قال له ابنه عمرو : لو نزلت الى المدينة ! فقال : يا بنيّ ، إنّ قومي لن يضنّوا عليّ بأن يحملوني على رقابهم ساعة من نهار ، وإذا أنا مت فآذنهم [7] ، فإذا واريتني فانطلق الى معاوية فانعني له ، وانظر في ديني ، واعلم أنه سيعرض عليك قضاءه فلا تفعل ، واعرض عليه قصري
[1] شماريح الجبال : رؤوسها ، وأحدها شمراخ . والقطار : جمع قطر وهو المطر . [2] في ت ، ح ، س : « الضّبّي » : [3] مقاما عليّ الحد . [4] يتلهف شوقا إليها . [5] في ت ، أ ، م ، ح ، ر : « لأجبن » . [6] كذا في أكثر النسخ . وفي ت ، ح : « عثمان » وفي ر : « مصعب بن عثمان بن عروة » . وعثمان بن عروة ذكره ابن قتيبة في « المعارف » ص 114 . [7] اذنهم : أعلمهم .