< شعر > ألا ليت شعري هل تغيّر بعدنا قباء وهل زال العقيق وحاضره ؟ وهل برحت بطحاء قبر محمد أراهط غرّ من قريش تباكره لهم منتهى حبّي وصفو مودّتي ومحض الهوى منّي وللناس سائره < / شعر > قال وقال أيضا : صوت من غير المائة المختارة < شعر > ليت شعري وأين منّي ليت أعلى العهد يلبن فبرام ؟ أم كعهدي العقيق أم غيّرته بعدي الحادثات والأيام ؟ وبأهلي بدّلت عكَّا ولخما وجذاما ، وأين منّي جذام [1] ! وتبدّلت من مساكن قومي والقصور التي بها الآطام كلّ قصر مشيّد ذي أواس يتغنّى على ذراه الحمام إقر منّي السّلام إن جئت قومي وقليل لهم لديّ السّلام < / شعر > عروضه من الخفيف ، غنّاه معبد ، ولحنه ثقيل أوّل بالخنصر في مجرى البنصر . و « يلبن » و « برام » : موضعان [2] . والآطام : جمع أطم ، وهي القصور والحصون . وقال الأصمعيّ : الآطام : الدّور المسطَّحة السّقوف . وفي رواية ابن عمار : « ذي أواش » بالشين معجمة ، كأنه أراد به أنّ هذه القصور موشيّة أي منقوشة . ورواه إسحاق : « أواس » بالسين غير معجمة ، وقال : واحدها آسيّ ، وهو الأصل . قال ويقال : فلان في آسيّه ، أي في أصله . والآسيّ والأساس واحد . وذرا كلّ شيء : أعاليه ، وهو جمع ، واحدته ذروة . ويروى : < شعر > أبلغنّ السّلام إن جئت قومي < / شعر > / وروى الزّبير بن بكَّار هذه الأبيات لأبي قطيفة ، وزاد فيها : < شعر > أقطع الليل كلَّه باكتئاب وزفير فما أكاد أنام نحو قومي إذ فرّقت بيننا الدا روحادت [3] عن قصدها الأحلام خشية أن يصيبهم عنت الدّه ر وحرب يشيب منها الغلام < / شعر > فلقد حان أن يكون لهذا الدّهر عنّا تباعد وانصرام عفو ابن الزبير عن أبي قطيفة وعودته إلى المدينة وموته حين وصوله إليها رجع الخبر إلى سياقته من رواية ابن عمّار . وأخبرنا بمثله من هذا الموضع الحسين بن يحيى عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن الحزاميّ ، وهو إبراهيم بن المنذر ، عن مطرّف بن عبد اللَّه
[1] عك بفتح أوّله : قبيلة يضاف إليها مخلاف باليمن ( ياقوت ) ، ولخم وجذام : قبيلتان معروفتان . [2] يلبن : جبل قرب المدينة . ويرام ( بفتح أوّله وكسره والفتح أكثر ) : جبل في بلاد بني سليم عند الحرّة من ناحية البقيع . ( ياقوت ) . [3] في ت : « وجارت » .