< شعر > وركب كأنّ الريح تطلب عندهم لها ترة من جذبها [1] بالعصائب [2] / سروا يركبون الريح [3] وهي تلفّهم على [4] شعب الأكوار من كلّ جانب [5] إذا استوضحوا نارا يقولون ليتها وقد خصرت أيديهم نار غالب < / شعر > قال : وعمامته على رأسه مثل المنسف [6] ؛ فغاظ سليمان وكلح [7] في وجهه ، وقال لنصيب : قم فأنشد مولاك ويلك ! فقام نصيب فأنشده قوله : < شعر > أقول لركب صادرين لقيتهم قفا [8] ذات أوشال ومولاك قارب [9] قفوا خبّروني عن سليمان إنّني لمعروفه من أهل ودّان طالب فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب وقالوا عهدناه وكلّ عشيّة بأبوابه من طالب العرف راكب هو البدر والناس الكواكب حوله ولا تشبه البدر المضيء الكواكب < / شعر > / فقال له سليمان : أحسنت واللَّه يا نصيب ! وأمر له بجائزة ولم يصنع ذلك بالفرزدق . فقال الفرزدق وقد خرج من عنده : < شعر > وخير الشّعر أكرمه رجالا وشرّ الشعر ما قال العبيد < / شعر > النصيب وعبد العزيز بن مروان بجبل المقطم / أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللَّه
[1] كذا في ت ، ح ، وفي سائر النسخ : « جذبهم » بميم الجمع . [2] العصائب هنا : العمائم . وفي « اللسان » ( مادة عصب ) : < شعر > وركب كأن الريح تطلب منهم لها سلبا من جذبها بالعصائب < / شعر > أي تنقض ليّ عمائمهم من شدّتها ، فكأنها تسلبهم إياها . والبيت في « ديوانه » كما في الأصل . [3] في « ديوانه » المطبوع بأوروبا : « يخبطون الليل » . [4] كذا في « ديوانه » . وفي الأصول : « إلى » . [5] في ح ، ر : « ذات الحقائب » . وفي ت بعد هذا البيت ما نصه : « أنا أروى فيها بيتا رواه شيخي أبو زكريا رواه له أبو العلاء المعرّي بمعرّة النعمان : < شعر > يعضّون أطراف العصيّ كأنما يمسّون بالأطراف شوك العقارب < / شعر > أي لا يستطيع السابق - لعلها : الراكب ونحوه - أن يمسّ العصا بيده فيعضّها ما سكا لها بسنّه . < شعر > إذا استوضحوا نارا يقولون ليتها وقد خصرت أيديهم نار غالب « < / شعر > وقد وجد الناسخ هذه الزيادة بهامش بعض النسخ ، فكتبها في الأصل كما هي ؛ فإن المعروف أن أبا العلاء المعرّي ولد سنة 363 ه وأبا الفرج الأصفهاني مات سنة 356 ه . [6] المنسف : « شيء طويل متصوّب الصدر أعلاه مرتفع ينفض به الحبّ . وفي » الأساس « المنسف الغربال الكبير . [7] الكلح : التكشر في عبوس . [8] قفا ذات أو شال : وراءها . والأوشال : جمع وشل وهو الماء القليل . [9] في « اللسان » : القارب : طالب الماء ليلا ، ولا يقال ذلك لطالب الماء نهارا . وفي « التهذيب » : القارب : الذي يطلب الماء ، ولم يعين وقتا . ويريد بالمولى نفسه ، والخطاب لسليمان بن عبد الملك .