إذا أعجزك أن تطرب القرشي فغنه غناء ابن سريج في شعر ابن أبي ربيعة أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه ، وأخبرنيه الحسن بن عليّ عن هارون بن الزّيّات عن حمّاد عن أبيه قال حدّثني عثمان بن حفص الثّقفيّ عن إبراهيم بن عبد السّلام بن أبي الحارث عن ابن تيزن [1] المغنّى قال / قال أبو نافع الأسود - وكان آخر من بقي من غلمان ابن سريج - : إذا أعجزك أن تطرب القرشيّ فغنّه غناء ابن سريج في شعر عمر بن أبي ربيعة فإنك ترقصه . قال : وأبو نافع هذا أحذق [2] غلمان ابن سريج ومن أخذ عنه ، وكان أحسن رواتة موتا [3] . ومنها : صوت < شعر > بليلى وجارات لليلى كأنّها نعاج الملا تحدى بهنّ الأباعر أمنقطع يا عزّ ما كان بيننا وشاجرني يا عزّ فيك الشّواجر إذا قيل هذا بيت عزّة قادني إليه الهوى واستعجلتني البوادر أصدّ وبي مثل الجنون لكي يرى رواة الخنا أنيّ لبيتك هاجر ألا ليت حظَّي منك يا عزّ أنّني إذا بنت باع الصبر لي عنك تاجر < / شعر > عروضه من الطويل . الشعر لكثيّر . والغناء لمعبد ثقيل أوّل بالبنصر على مذهب إسحاق من رواية عمرو . وفيه لابن سريج لحن أوّله : « أصدّ وبي مثل الجنون » خفيف رمل بالخنصر في مجرى الوسطى عن إسحاق . ومنها : صوت < شعر > أنا خوا فجرّوا شاصيات كأنّها رجال من السّودان لم يتسربلوا فقلت اصبحوني لا أبا لأبيكم وما وضعوا الأثقال إلا ليفعلوا تمرّ بها الأيدي سنيجا وبارحا [4] وترفع باللَّهمّ حيّ وتنزل < / شعر >
[1] اختلفت النسخ ففي هذه الكلمة ، ففي م ، ء ، س : « ابن أبي مزن » . وفي أ ، ت ، هكذا : « ابن أبي نيزن » من غير نقط . وفي ب : « ابن أبي نيزن » . وفي ح ، ر : « ابن بنون » . ولعل كل ذلك محرّف عن ابن تيزن ؛ فقد ورد في الجزء السادس من « الأغاني » في أخبار ابن جامع عن داود المكَّي : « قال كنا في حلقة ابن جريج وهو يحدّثنا وعنده ابن المبارك وجماعة من العراقيين إذ مر به ابن تيزن - قال حماد : ويقال ابن بيرن - وقد أئتزر بمئزره على صدره . . . ثم قال له ( يعني ابن جريج ) : غني الصوت الذي أخبرتني أن ابن سريج غناه في اليوم الثالث من أيام مني على جمرة العقبة فقطع الطريق على الذاهب والجائي حتى تكسرت المحامل فغناه الخ » . [2] في ت ، ح ، ر : « أحد غلمان . . . » . [3] كذا في ح ، ر : وفي سائر النسخ : « وكان آخر رواته موتا » . [4] السنيح : ما جاء عن يمينك يريد شمالك ، والبارح بعكسه . يريد أنها تدار عليهم من يمين إلى شمال ، ومن شمال إلى يمين .