أنّ الثقيل الأوّل للغريض . وذكر عبد اللَّه بن موسى أن لحن ابن - سريج خفيف ثقيل . عدد الأصوات التي غنّى فيها ابن سريج وحوار إبراهيم بن المهدي وإسحاق الموصليّ في ذلك أخبرني رضوان بن أحمد الصّيدلانيّ قال حدّثني يوسف بن إبراهيم قال : حضرت أبا إسحاق إبراهيم بن المهديّ وعنده إسحاق الموصليّ ، فقال إسحاق : غنّى ابن سريج ثمانية وستّين صوتا . فقال له أبو إسحاق : ما تجاوز قطَّ ثلاثة وستّين صوتا . فقال بلى . ثم جعلا ينشدان أشعار الصّحيح منها حتى بلغا ثلاثة وستين صوتا وهما يتّفقان على ذلك ، ثم أنشد إسحاق بعد ذلك أشعار خمسة أصوات أيضا . فقال أبو إسحاق : صدقت ، هذا من غنائه ، ولكنّ لحن هذا الصوت نقله من / لحنه في الشعر الفلانيّ ، ولحن الثاني من لحنه الفلانيّ ، حتى عدّ له الخمسة الأصوات . فقال له إسحاق : صدقت . ثم قال له إبراهيم : إن ابن سريج كان رجلا عاقلا أديبا ، وكان يغنّي [1] الناس بما يشتهون ، فلا يغنّيهم صوتا مدح به أعداؤهم ولا صوتا عليهم فيه عار أو غضاضة ، ولكنّه يعدل بتلك الألحان إلى أشعار في أوزانها ، فالصّوتان واحد لا ينبغي أن نعدّهما [2] اثنين عند التحصيل منّا لغنائه ، فصدّقه إسحاق . فقال له إبراهيم : فأيّها أولى عندك بالتّقدمة [3] ؟ فقال : < شعر > وإذا ما عثرت في مرطها [4] نهضت باسمي وقالت يا عمر < / شعر > فقال له إبراهيم : أحسبك [5] يا أبا محمد - متّعت بك - ما أردت إلَّا مساعدتي [6] . فقال : لا ، واللَّه ما إلى هذا قصدت ، وإن كنت أهوى كلّ ما قرّبني من محبّتك . فقال له : هذا أحبّ أغانيه إليّ ، وما أحسبه في مكان أحسن منه عندي ، ولا كان ابن سريج يتغنّاه أحسن مما يتغنّاه جواريّ ، ولئن كان كذلك فما هو عندي في حسن التّجزئة والقسمة وصحّتهما مثل لحنه في : صوت من المائة المختارة من رواية جحظة < شعر > حيّيا أمّ يعمرا [7] قبل شحط من النّوى أجمع الحيّ رحلة ففؤادي كذى الأسى قلت لا تعجلوا الرّوا ح فقالوا ألا بلى < / شعر > / - الغناء لابن سريج من القدر الأوسط من الثّقيل الأوّل مطلق في مجرى الوسطى . وفيه للهذليّ خفيف ثقيل بالبنصر عن ابن المكَّيّ . وفيه لمالك ثقيل أوّل البنصر عن عمرو . وفيه لحنان من الثقيل الثاني : أحدهما لإسحاق والآخر لأبيه [8] ، ونسبه قوم إلى ابن محرز ، ولم يصحّ ذلك - قال : فاجتمعا معا على أنه أوّل أغانيه وأحقّها
[1] في ت ، ح ، « يعاشر » . [2] في ت ، ح : « لا ينبغي أن يعتدّ بهما اثنين » . [3] في ح ، ر : « بالتقديم » . [4] المرط بالكسر : كساء من خز أو صوف أو كتان . [5] كذا في ح ، ر . وفي سائر النسخ : « حسبك يا أبا محمد » . [6] في ت ، أ ، م ، ء : « أردت مساعدتي » . [7] كذا في « الديوان » ، ح ، ر ، ت ، س . وفي سائر النسخ : « أم معمر » . [8] في ب ، س ، م : « لابنه » ، وهو تصحيف .