< شعر > أبا فرج أهجى لديك ويعتدى عليّ فلا تحمي لذاك وتغضب < / شعر > فكتبت إليه : < شعر > لعمرك ما أنصفتني في مودّتي فكن معتبا إنّ الأكارم تعتب عجبت لما بلَّغت عنّي باطلا وظنّك بي فيه لعمرك أعجب ثكلت إذا نفسي وعرسي وأسرتي بفقدي ولا أدركت ما كنت أطلب فكيف بمن لا حظَّ لي في لقائه وسيّان عندي وصله والتجنّب فثق بأخ أصفاك محض مودّة تشاكل منها ما بدا والمغيّب < / شعر > وقال من قصيدة يرثي بها ديكا وهي من أجود ما قيل في مراثي الحيوان : < شعر > خطب طرقت به أمرّ طروق فظَّ الحلول عليّ غير شفيق فكأنما نوب الزمان محيطة بي راصدات [1] لي بكلّ طريق حتى متى تنحي [2] عليّ صروفها وتغصّني فجعاتها بالريق ذهبت بكل مصاحب ومناسب وموافق ومرافق وصديق حتى بديك كنت آلف قربه حسن إليّ من الديوك رشيق < / شعر > ومنها : < شعر > لهفي عليك أبا النذير لو انّه دفع المنايا عنك لهف شفيق وعلى شمائلك اللواتي ما نمت حتى ذوت من بعد حسن سموق [3] لما بقعت [4] وصرت علق مضنّة [5] ونشأت نشء المقبل الموموق [6] وتكاملت جمل الجمال بأسرها لك من جليل واضح ودقيق وكسيت كالطاوس ريشا لا معا متلألئا ذا رونق وبريق من حمرة في صفرة في خضرة تخييلها يغنى عن التحقيق عرض يجلّ عن القياس وجوهر لطفت معانيه عن التدقيق وخطرت ملتحفا ببرد حبّرت [7] منه بديع الوشي كفّ أنيق < / شعر >
[1] راصدات : راقبات . [2] تنحى : تقبل . [3] سموق : علو وارتفاع . [4] يقال : بقع الطير : أي اختلف لونه فهو أبقع . [5] العلق : النفيس من كل شيء . ويقال : هذا الشيء علق مضنة أي يضنّ به . [6] الموموق : المحبوب . [7] حبرت : حسنت .