/ فقضى حوائجها وانصرفت بما أرادت منه . فلمّا خلا الوليد بأمّ البنين قال لها : للَّه درّ الثريّا ! أتدرين ما أرادت بإنشادها ما أنشدتني من شعر عمر ؟ قالت : لا . قال : إني لمّا عرّضت لها به عرّضت لي بأن أمّي أعرابيّة [1] . وأمّ الوليد وسليمان ولَّادة بنت العبّاس بن جزيّ [2] بن الحارث بن زهير بن جذيمة العبسيّ . الغناء في الأبيات التي أنشدتها الثريّا الوليد بن عبد الملك لمالك بن أبي السّمح خفيف ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر . وفيها لابن سريج رمل بالخنصر في مجرى البنصر . وفيها لإبراهيم خفيف ثقيل بالسّبّابة في مجرى البنصر عن إسحاق . وذكر حبش أيضا أنّ فيها لابن مسجح خفيف رمل بالوسطى . وذكر عمرو بن بانة أن لابن محرز فيها خفيف ثقيل بالوسطى . ومما يغنّى فيه من أشعار عمر بن أبي ربيعة التي قالها في الثريّا من القصيدة التي أوّلها « من رسولي » [3] : صوت < شعر > وتبدّت حتّى إذا جنّ قلبي حال دوني ولائد [4] بالثّياب [5] يا خليليّ فاعلما أنّ قلبي مستهام بربّة المحراب [6] < / شعر >
- < شعر > وحسانا جواريا خفرات حافظات عند الهوى الأحسابا لا يكثرن في الحديث ولا يت بعن ينعقن بالبهام الظرابا طيبات الأردان والنشر عينا كمها الرمل بدّنا أترابا إذ فؤادي يهوى الرباب ويأبى ال دهر حتى الممات ينسى الربابا ضربت دوني الحجاب وقالت في خفاء فما عييت جوابا قد تنكرت للصديق وأظهر ت لنا اليوم هجرة واجتنابا قلت لا بل عداك واش فأصبح ت نوارا ما تقبلين عتابا < / شعر > [1] الأعرابيّ : واحد الأعراب وهم سكان البادية الذين ينتجعون الكلأ ويتتبّعون مساقط الغيث ، سواء أكانوا من العرب أم من مواليهم . وأما العربيّ فهو خلاف العجميّ سواء أكان من سكان البادية أم الحاضرة . والأعرابيّ إذا قيل له : يا عربيّ فرح لذلك وهشّ له ؛ والعربيّ إذا قيل له : يا أعرابي غضب له . [2] كذا في أكثر النسخ ، ولم نعثر على ضبطه . وفي « شرح القاموس » مادة « جزى » : أنه سمى بجزيّ كسمىّ وبجزيّ كعديّ . وفي ح ، ر : « حزن » وفي ت : « حزين » . وفي الطبري طبع مدينة ليدن رقم 2 ص 1174 : « جزء » بالهمز . وفي « العقد الفريد » ج 2 ص 327 : « حربى » . وقد ورد أنه سمى بكل ذلك . [3] البيتان الآتيان والبيتان اللذان بعدهما من قصيدة أخرى له مطلعها : < شعر > شاق قلبي تذكر الأحباب واعترتني نوائب الأطراب < / شعر > الأطراب : جمع طرب ؛ قال ذو الرمة : < شعر > استحدث الركب عن أشياعهم خبرا أم راجع القلب من أطرابه طرب < / شعر > [4] الولائد هنا : الإماء ، واحدته وليدة . [5] في « ديوانه » : < شعر > فتراءت حتى إذا جنّ قلبي سترتها ولائد بالثياب < / شعر > [6] المحراب هنا : الغرفة ؛ قال وضّاح اليمن : < شعر > ربة محراب إذا جئتها لم ألقها أو أرتقي سلَّما < / شعر > والغرفة لا تكون في الطبقة الأولى من الدار بل فيما بعدها .