< شعر > كتبت إليك من بلدي كتاب مولَّه كمد كئيب واكف [1] العيني ن بالحسرات منفرد يؤرّقه لهيب الشّو ق بين السّحر [2] والكبد فيمسك قلبه بيد ويمسح عينه بيد < / شعر > / وكتبه في قوهيّة [3] وشنفه [4] وحسّنه وبعث به إليها . فلَّما قرأته بكت بكاء شديدا ، ثم تمثّلت : < شعر > بنفسي من لا يستقلّ بنفسه ومن هو إن لم يحفظ [5] اللَّه ضائع < / شعر > وكتبت إليه تقول : < شعر > أتاني كتاب لم ير الناس مثله أمدّ [6] بكافور ومسك وعنبر وقرطاسه قوهيّة ورباطه بعقد من الياقوت صاف وجوهر وفي صدره : منّي إليك تحيّة لقد طال تهيامي بكم وتذكَّري وعنوانه من مستهام فؤاده ألى هائم صبّ من الحزن مسعر < / شعر > قال مؤلف هذا الكتاب : وهذا الخبر عندي مصنوع ، وشعره مضعّف يدلّ على ذلك ، ولكنّي ذكرته كما وقع إليّ [7] . قال أبو سعيد مولى فائد ومن ذكر خبره مع الثّريّا : فمات عنها سهيل أو طلَّقها ، فخرجت إلى الوليد بن عبد الملك وهو خليفة بدمشق في دين عليها ، فبينا هي عند / أمّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان ، إذ دخل عليها الوليد فقال : من هذه ؟ فقالت : الثريّا جاءتني ، تطلب [8] إليك في قضاء دين عليها وحوائج لها . فأقبل عليها الوليد فقال : أتروين من شعر عمر بن أبي ربيعة شيئا ؟ قالت : نعم ، أما إنه يرحمه اللَّه كان عفيفا عفيف الشّعر ، أروي قوله :
[1] في ت : « واكف العبرات » ؛ يقال : وكفت العين ، إذا سألت دموعها . [2] السحر : الرئة . [3] ثوب قوهيّ : منسوب إلى قوهستان ، وهي كورة من كور فارس بين نيسابور وهراة ، وقصبتها قاين . وهو ثوب أبيض ، وكل ثوب يشبهه يقال له قوهيّ وإن لم يكن منها . [4] اضطربت الأصول في هذه الكلمة ففيء ، م : « وشقه » . وفي ح : « وشافه » . وفي ر : « وشأنه » وفي ت : « وسفنه » ، وفي ب : س ، أ : « وشنفه » . يقال : شنف المرأة ، إذا ألبسها الشّنف وهو الذي يلبس في أعلى الأذن وقيل هو والقرط سواء . فلعل المراد أنه حسّن الكتاب كما تحسّن المرأة بلبس الشنف ، أو أنه محرف عن شنقه أي جعل له شناقا ، وهو في الأصل كل خيط علقت به شيئا ؛ يقال : شنق القربة وأشنقها إذا أوكاها . فلعل المراد أنه أرسل لها كتابا مكتوبا على قماش من هذا النوع ( وربما زاد في حسنه أنه كان من الأنواع الثمينة من الحوير أو نحوه ) وأطبقه وربطه بعقد من الياقوت بدل الخيط الذي يربط به في العادة كما سيأتي في الأبيات ، أو أنه محرّف عن « مشقه » أو نمّقه « أو رقّنه » بمعنى زيّنه . [5] في ح ، ر : « إن لم يرحم اللَّه » . [6] أي جعل مداده من هذه الأخلاط الثلاثة . وفي « الخزانة » ج 1 ص 239 : « أبين » . [7] هذه الجملة : « قال مؤلف هذا الكتاب . . . كما وقع إليّ » غير موجودة في ت . [8] كذا في ت . وفي ح : « جاءتين إليك في قضاء دين عليها » وفي سائر النسخ : « جاءتني إليك أطلب في قضاء الخ » . والمراد جاءتني ترغب إليك في قضاء دين عليها وحوائج لها .