< شعر > فقلن لها لا شبّ [1] قرنك فافتحي لنا باب [2] ما يخفى من الأمر نسمع < / شعر > / وهي أبيات . الغناء للغريض ولحنه من القدر الأوسط من الثّقيل الأوّل بالخنصر في مجرى البنصر عن إسحاق ، وذكر ابن المكَّيّ أنه لابن سريج . ومنها : صوت < شعر > لمّا ألمّت بأصحابي وقد هجعوا حسبت وسط رحال القوم عطَّارا فقلت من ذا المحيّى وانتبهت له ومن محدّثنا هذا الذي زارا ؟ ألا انزلوا نعمت دار بقربكم أهلا وسهلا بكم من زائر زارا [3] / فبدّل الرّبع ممّن كان يسكنه عفر [4] الظَّباء به يمشين أسطارا [5] < / شعر >
[1] كذا في « الديوان » ، ت . وفي سائر النسخ : « لا شاب فرنك » . قال الأصمعي : يقال : أشبه اللَّه وأشبّ اللَّه قرنه بمعنى واحد ، وهو الدعاء له بأن يشبّ ويكبر . والقرن زيادة في الكلام ه . والقرن : الضفيرة . والمراد التعجب من حديثها ؛ كما يقال في مقام التعجب : قاتلك اللَّه . [2] كذا في أكثر النسخ . وفي « الديوان » ، ء : « بابه تخفى » . والبابة هنا : الوجه والطريق ؛ قال تميم بن مقبل : < شعر > بني عامر ما تأمرون بشاعر تخير بابات الكتاب هجائيا < / شعر > أي تخبّر هجائي من وجوه الكتاب ، كما فسره صاحب « اللسان » . وللبابة معان أخرى لا بأس من إيرادها ، وهي القبيل والنوع كما قال الجاحظ في « كتاب الحيوان » ج 2 ص 45 : « فليس الديك من بابة الكلب لأنه إن ساوره قتله قتلا ذريعا » . وقال أيضا في ج 7 ص 43 : « وقد أيقنا أنهما ليسا من بابته » . وقال في كتاب « البخلاء » ص 45 ، 143 : « أنت من ذي البابة . . . وأما سائر حديث هذا الرجل فهو من هذه البابة » . ومثل ذلك ( في « نفخ الطيب » ج 1 ص 559 طبع ليدن ، ج 1 ص 398 طبع بولاق سنة 1279 ه ) قول القاضي محمد بن بشير الأندلسي : < شعر > إنما أزرى بقدري أنني لست من بابة أهل البلد < / شعر > وإذا قال الناس : « من بابتي » فمعناه من الوجه الذي أريده ويصلح لي . والشرط - ومثله ما في « تاج العروس » : هذا بابته أي شرطه . والغاية - ويستعمل ذلك في الحساب والحدود . وفي « شفاء الغليل » إنهم يقولون للعب خيال الظل بابة ، فيقولون : بابات خيال الظل ؛ وعلى ذلك قول ابن إياس المؤرّخ المصري : فكانوا مثل بابات خيال الظل ، فشيء يجيء وشيء يروح . « بدائع الزهور في وقائع الدهور » ج 1 ص 347 ) . ويجوز أن يسمى به كل فصل من فصول التمثيل المسماة الآن فصول الرواية . ( انظر كتاب « التاج » للجاحظ ص 38 و 39 ) . [3] وردت هذه الأبيات الثلاثة في « الديوان » مع بيت آخر بهذا الترتيب : < شعر > قلن انزلوا نعمت دار بقربكم أهلا وسهلا بكم من زائر زارا لمّا ألمّت بأصحابي وقد هجعوا حسبت وسط رحال القوم عطارا من طيب نشر التي تامتك إذ طرقت ونفحة المسك والكافور إذ ثارا فقلت من ذا المحي وانتبهت له أم من محدّثنا هذا الذي زارا < / شعر > وفي الشعر إيطاء على كلتا الروايتين ، وهو أن تتفق قافيتان على كلمة واحدة معناهما واحد . قال الأخفش : وهو عيب عند العرب لا يختلفون فيه ، وقد يقولونه مع ذلك . قال ابن جنّى : ووجه استقباح العرب الإيطاء أنه يدل على قلة مادة الشاعر ونزارة ما عنده حتّى يضطرّ إلى إعادة القافية الواحدة في القصيدة بلفظها ومعناها ، فيجري هذا عندهم لما ذكرنا مجرى العيّ والحصر . وقال أبو عمرو بن العلاء : الإيطاء ليس يعيب في الشعر عند العرب . وروى عن ابن سلَّام الجمحيّ أنه قال : إذا كثر في الشعر فهو عيب . ( راجع « لسان العرب » مادة وطأ ) . [4] عفر : جمع اعفر وعفراء . والعفر من الظباء ما يعلو بياضها حمرة . [5] الأسطار : جمع سطر ، وهو الصفّ من كل شيء .