أنا لكنّ به ، فبعثت إليه رسولا أن يوافي الصّورين ليلة سمّتها ، فوافاهنّ على رواحله ، فحدّثهنّ حتى طلع الفجر وحان انصرافهنّ . فقال لهنّ : واللَّه إني لمحتاج إلى زيارة قبر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم والصلاة في مسجده ، ولكنّي لا أخلط بزيارتكنّ شيئا [1] . ثم انصرف إلى مكة وقال في ذلك : < شعر > ألمم بزينب إنّ البين قد أفدا < / شعر > وذكر الأبيات المتقدّمة . عود إلى شهادة جرير والغريب وغيرهما في شعر عمر أخبرني عمّي قال حدّثنا الكرانيّ قال حدّثنا العمريّ عن لقيط قال : أنشد جرير قول عمر بن أبي ربيعة : الصوت < شعر > سائلا الربع بالبليّ [2] وقولا هجت شوقا لي [3] الغداة طويلا أين حيّ حلَّوك إذ أنت محفو ف بهم آهل أراك جميلا ؟ قال ساروا فأمعنوا واستقلَّوا [4] وبرغمي لو استطعت سبيلا سئمونا وما سئمنا مقاما وأحبّوا دماثة وسهولا < / شعر > فقال جرير : إنّ هذا الذي كَّنا ندور [5] عليه فأخطأناه وأصابه هذا القرشيّ . وفي هذه الأبيات رملان : أحدهما لابن سريج بالسّبّابة في مجرى الوسطى ، والآخر لإسحاق مطلق في مجرى البنصر جميعا من روايته . وذكر عمرو : أن فيها رملا ثالثا بالوسطى ، لابن جامع . وقال الهشاميّ : فيها [6] ثلاثة أرمال لابن سريج ، وابن جامع ، وإبراهيم . ولأبي العبيس [7] بن حمدون فيها ثاني ثقيل . وفيها هزج لإبراهيم الموصليّ من جامع أغانيه . أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال : وجدت كتابا بخطَّ محمد بن الحسن ذكر فيه أنّ فليح بن إسماعيل حدّثه عن معاذ [8] صاحب الهرويّ أن النصيب [9] قال : عمر بن أبي ربيعة أوصفنا لربّات الحجال . / أخبرني الطَّوسيّ : قال حدّثنا الزّبير قال حدّثتني ظمياء مولاة فاطمة بنت عمر [10] بن / مصعب قالت : سمعت جدّك يقول - وقد أنشد قول عمر بن إبي ربيعه :
[1] في ت : « غيرها » . [2] البليّ ( بضم ففتح وياء مشدّدة ) : تل قصير أسفل حاذة بينها وبين ذات عرق ( ياقوت ) . [3] في « ديوانه » : « لنا » . [4] استقلوا : واصلوا السير وجدّوا في الارتحال . [5] يقال : دار عليه وبه وحوله ، إذا طاف . والمراد : أن هذا الذي كنا نبحث عنه لنصل إليه . [6] في جميع النسخ : « فيه » . وما أثبتناه هو المناسب لما ورد من الضمائر قبله وبعده . [7] كذا في ت ، ح ، ر . وفي سائر النسخ : « ولأبي العنبس » . [8] في ح ، ر ، أ : « معاضد » . وفي م ، ء هكذا : « معاخر » . [9] سيأتي في ترجمته في هذا الجزء أن أهل البادية كانوا يدعونه النصيب ( بزيادة أل ) تفخيما له . [10] كذا في ح ، ر . وفي ت : « عم مصعب » وفي سائر النسخ : « عمرو بن مصعب » .