5 - ذكر نصيب وأخباره نسب نصيب ونشأته هو نصيب بن رباح [1] ، مولى عبد العزيز بن مروان ، وكان لبعض العرب من بني كنانة السّكَّان بودّان [2] ، فاشتراه عبد العزيز منهم ، وقيل : بل كانوا أعتقوه ، فاشترى عبد العزيز ولاءه منهم ، وقيل : بل كاتب مواليه ، فأدّى عنه مكاتبته . وقال ابن دأب : كان نصيب من قضاعة ثم من بليّ . وكانت أمّه سوداء فوقع عليها سيّدها فحبلت بنصيب ، فوثب عليه عمّه بعد وفاة أبيه فباعه من عبد العزيز . وقال أبو اليقظان : كان أبوه من كنانة من بني ضمرة . وكان شاعرا فحلا فصيحا مقدّما في النّسيب والمديح ، ولم يكن له حظَّ في الهجاء ، وكان عفيفا ، وكان يقال : أنه لم ينسب قطَّ إلا بامرأته . أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال ؛ كتب إليّ عبد اللَّه [3] بن عبد العزيز بن محجن بن نصيب بن رباح يذكر عن عمّته غرضة [4] بنت النّصيب : أنّ النّصيب كان ابن نوبيّين سبيّين كانا لخزاعة ، ثم اشترت سلامة [5] أمّ نصيب امرأة من خزاعة ضمريّة حاملا بالنّصيب ، فأعتقت ما في بطنها . / أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن محمد بن كناسة قال : كان نصيب من أهل ودّان عبدا لرجل من كنانة هو وأهل بيته . وكان أهل البادية يدعونه النّصيب تفخيما له ، ويروون شعره . وكان عفيفا كبير النّفس مقدّما عند الملوك ، يجيد مديحهم ومراثيهم . أخبرني الحسين عن حمّاد عن أبيه عن ابن الكلبيّ قال : كان نصيب من / بليّ بن عمرو [6] بن الحاف بن قضاعة . وكانت أمّه أمة سوداء ، وقع عليها أبوه فحملت ثم
[1] في م ، ء ، ر : « رياح » بالياء المثناة . ويرجح الأولى أن رباحا بالباء معروف في أسماء العبيد والسودان . قال في كتاب « المشتبه في أسماء الرجال » للذهبي طبع ليدن ص 212 : ورباح بالموحدة أكثرة في الموالي . [2] ودّان بالفتح ، ثلاثة مواضع : أحدها بين مكة والمدينة قرية جامعة من نواحي الفرع ، بينها وبين هر شى ستة أميال وبينها وبين الأبواء نحو ثمانية أميال قريبة من الجحفة ، وهي لضمرة وغفار وكنانة ، وقد أكثر نصيب من ذكرها في شعره . [3] في ح ، ر : « كتب إلىّ عبد العزيز بن محجن الخ » . [4] في ت : « عرضة » بعين فراء . وفي كتاب « الموشح » للمرزباني المخطوط المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم 3293 أدب في الكلام على ابن أبي ربيعة : « عوضة » بالواو . [5] قد سمى بسلامة بتخفيف اللام وبتشديدها . وقد عد المرتضى في « شرح القاموس » أسماء كثيرة من النوعين ، ولم يذكر هذه ضمن واحد منهما . [6] كذا في أكثر النسخ . وفي ت ، ح ، ر : « عمران » . ويؤيد أنه عمرو ما في « شرح القاموس » مادّة بلى .