responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 91

إسم الكتاب : الإسلام يتحدى ( عدد الصفحات : 188)


ثالثا : الحاجة إلى الآخرة لقد بحثنا في الصفحات الماضية فيما إذا كان حدوث شئ من مثل الآخرة ، التي يدعيها الدين ، ممكنا ؟ ولقد ثبت ما علمنا أن الآخرة ممكنة الحدوث . . والمسألة التي نقف أمامها الآن هي : البحث فيما إذا كن هذا العالم في حاجة ؟ فعلا ؟ إلى شئ من قبيل الآخرة ؟ وهل يقتضي الكون ؟ في هيكله الحالي ؟ وقوعها ؟ ؟ .
* * * ( 1 ) الجانب النفسي :
لنتناول أولا ( الجانب النفسي ) من المسألة .
يقول البروفيسور ( كنجهام ) في كتابه : Plato ' s Apalogy : ان عقيدة الحياة بعد الموت لا أدرية مفرحة Cheerful Agnosticism ، ومن الممكن اعتبار هذا القول خلاصة أفكار فلاسفتنا الملحدين المعاصرين ، فهم يرون أن عقيدة الآخرة اخترعتها عقلية الانسان الباحثة عن عالم حر ، مستقل عن حدود هذا العالم ، ومشكلاته ، مليء بالأفراح . وانما يدفعه إلى الايمان بهذه العقيدة أمله في الحصول على حياته المفضلة ، التي لا جهد فيها ولا كدح . . وأن هذه العقيدة تنتهي بالإنسان إلى عالم مثالي وخيالي ، حيث يحلم بأنه سوف يظفر به بعد الموت . ولكن الحقيقة ؟ كما يراها الفلاسفة ؟ أن لا وجود لشيء كهذا العالم الثاني في الأمر الواقع ! .
وفي رأيي : أن هذا المطلب الانساني ؟ في حد ذاته ؟ دليل نفسي قوي على وجود عالم آخر ، كالظمأ ، فهو يدل على الماء ، وعلى علاقة خاصة باطنة بين الماء وبين الانسان .
وهكذا فان تطلع الانسان ؟ نفسيا ؟ إلى عالم آخر دليل في ذاته على أن شيئا مثل ذلك موجود في الحقيقة ، أو أنه ؟ على الأقل ؟ خليق أن يوجد . وهذا المطلب النفسي يؤكد علاقة مصيرنا بهذه الحقيقة ، ويدلنا التاريخ على وجود هذه الغريزة الانسانية منذ أقدم العصور على مستوى انساني ، وهو أمر لا أستطيع فهمه : كيف يمكن أن يؤثر أمر باطل على البشر في هذا الشكل الأبدي ، وعلى مستوى انساني ؟ وهذا الواقع نفسه يدلنا على قرينة قوية بامكان وجود العالم الآخر . وانكار هذه الحاجة النفسية ، بدون أدلة ، يعتبر جهلا وتعصبا .
ان الذين ينكرون حاجة نفسية عظيمة مثل هذه زاعمين أنها باطلة ، هم من أعجز الناس حقا عن تفهم أي واقع على سطح الأرض بعد هذا . . ولو كانوا يزعمون الفهم في الواقع فلا أدري بأي دليل ؟ . . . وعن أي برهان ؟ .
ولو كانت هذه الأفكار نتاج المجتمع ، كما يزعمون ، فكيف لا تزال تطابق التفكير الانساني ، بهذه الصورة المدهشة ، من اقدم العصور ؟ هل تجدون مثالا لأية أفكار انسانية

91

نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست